- الثاني: أن النسائي أخرج في عمل اليوم والليلة (٧٠٥) حديثا في فضل سورتي الكافرون والإخلاص، من طريق سعيد بن أبي هلال أن أبا المصفي أخبره أن ابن أبي ليلي الأنصاري أخبره عن ابن مسعود فذكر الحديث مرفوعا. - وبهذا يتأكد أنه هو أبو المصفي، كما وقع في رواية الطبراني، وليس هو أبو الصهباء كما وقع عند الحاكم والبيهقي. - وأما قول الحاكم: «صحيح على شرط البخاري لم يخرجاه» ورد الذهبي عليه» أبو الصهباء لم يخرج له البخاري» فأنه قائم على كون الراوي هو أبو الصهباء لا أبو المصفي، وقد علمت الصواب في ذلك، والله أعلم. - وللحديث شاهد: عن عمر بن الخطاب أنه أصابته مصيبة، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه ذلك، وسأله أن يأمر له بوسق من تمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن شئت أمرت لك بوسق من تمر، وأن شئت علمتك كلمات هي خير لك» قال: علمنيهن مر لي بوسق فإني ذو حاجة إليه، فقال: «قل: اللهم احفظني ... » فذكره وقال: «لا تطع» بدل» لا تشمت» وأخره» أعوذ بك من شر ما أنت آخذ بناصيته، وأسالك من الخير الذي هو بيدك كله». - أخرجه ابن حبان (٢٤٣٠ - موارد) والضياء في المختارة (١/ ٤١٦/ ٢٩٦). والبيهقي في الدعوات (٢٢١). والفسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ٤٠٣ - ٤٠٤). - من طريق ابن وهب نا يونس عن ابن شهاب أخبرني المعلي بن رؤبة التميمي عن هاشم بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب أصابته مصيبة ... فذكره. - وإسناده ضعيف منقطع: - فأن رواية هاشم بن عبد الله بن الزبير عن عمر مرسلة، قال أبو حاتم: «روي عن عمر رضي الله عنه، مرسل، روى عنه معلى بن رؤبة» [الجرح والتعديل (٩/ ١٠٤)]. - وهاشم هذا ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٢٣٥). وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ١٠٤). وابن حبان في الثقات (٥/ ٥١٣). وَلَمْ يذكروا فيمن روى عنه سوي المعلي ابن رؤبة، وَلَمْ يوثق، سوي ذكر ابن حبان له في الثقات، فهو مجهول. - والمعلى بن رؤبة: ذكره الفسوي في المعرفة (١/ ٤٠٣) في تابعي المدينة من مضر ممن روى عنه الزهري، وذكره أيضا (٢/ ٣٦٩) من رواية رجاء بن أبي سلمة عنه عن رجاء بن حيوة، وبهذين الأخيرين ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٣٩٦). - فهو بهذا قد روى عنه اثنان وَلَمْ يوثقه أحد، فهو مجهول الحال. - قال ابن حبان في أول الخبر (٣/ ٢١٤/ ٩٣٤): «أخبرانا محمد بن الحسن بن قتيبة بخبر غريب ... » =