للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَاسَيْنَ قَبْلَ الصُّبْحِ لَيْلا مُنْكَرَا ... حَتَّى إِذَا الصُّبْحُ انْجَلَى وَأَسْفَرَا

أَصْبَحْنَ صَرْعَى بِالْكَثِيبِ حُسَّرَا ... لَوْ يَتَكَلَّمْنَ شَكَوْنَ الْمُنْذِرَا

فَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ صَوْتَ الْمُنْذِرِ عَلَى الصَّفَا، فَقَالَ: هَذَا أَبُو عُثْمَانَ حَاشَتْهُ الْحَرْبُ إِلَيْكُمْ١.

فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ: كَانَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزبير، وعثمان تبن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يُقَاتِلانِ أَهْلَ الشَّامِ بِالنَّهَارِ، وَيُطْعِمَانهمْ بِاللَّيْلِ.

وَقُتِلَ الْمُنْذِرُ فِي نَوْبَةِ الْحُصَيْنِ، وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً.

"حرف النُّونِ":

١١٣- النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ٢:

الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ أَبُو لَيْلَى، لَهُ صُحْبَةٌ وَوِفَادَةٌ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: عَاشَ النَّابِغَةُ مِائَةَ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَاتَ بِأَصْبَهَانَ.

وَرُوِيَ أَنَّ النَّابِغَةَ قَالَ هَذِهِ الأَبْيَاتِ:

المرء يهوى أن يعيـ ... ش وطول عمر قد يضره

وتتابع الأيام حـ ... تى ما يرى شيئًا يسره

تفنى بشاشته ويب ... قى بعد حلو العيش مره

ثم دخل بيته فلم يخرج حتى مات٣.

وَقَالَ يَعْلَى بْنُ الأَشْدَقِ، وَلَيْسَ بِثِقَةٍ: سَمِعْتُ النَّابِغَةَ يَقُولُ: أَنْشَدْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

بَلَغَنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وَجُدُودُنَا ... وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا

فَقَالَ: "أَيْنَ الْمَظْهَرُ يَا أَبَا لَيْلَى"؟ قُلْتُ: الْجَنَّةُ، قَالَ: "أَجَلْ إِنْ شاء الله"، ثم قلت:


١ خبر ضعيف: نسب قريش "٢٤٥" للزبيري.
٢ انظر: الاستيعاب "٣/ ٥٨١"، أسد الغابة "٥/ ٢-٤".
٣ الأمالي للقالي "٢/ ٨".