للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَهُ صُحبة ورواية، وَكَانَ من شيعة عُثْمَان، نَزَلَ ذا الحُلَيفة. وقد رَوَى عَن أَبِي بَكْر أيضًا.

وعنه: أَبُو سلمة بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وأَبُو واقد صالح بن مُحَمَّد بن زيادة المدَنِيّ.

فرَوَى وُهَيْب، عَن أَبِي واقد، عَنْهُ، قَالَ: كنت أصلي العصر مَعَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أتي الشجرة قبل غروب الشمس١.

١٠٥- أَبُو أيْوب الْأَنْصَارِيّ –ع-.

اسمه خَالِد بن زيد بن كُليْب بن ثعلبة بن عَبْد عوف بن غَنْم بن مالك بن النّجار، الخزرجي، النجاري، المالكي، المدَنِيّ٢.

شهد بدرًا والعَقَبة، وعليه نَزَلَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا قدم المدينة، فبقي في داره شهرًا حَتَّى بنيت حُجَرُه ومسجده.

وَكَانَ من نُجَباء الصحابة، وَرَوَى أيضًا عَن: أُبَيّ.

وعنه: مولاه أفلح، والبراء بن عازب، وسَعِيد بن المسيب، وعُرْوَة، وعطاء بن يزيد، وموسى بن طلحة، وآخرون.

رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ وَفَدَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ، فَفَرَّغَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَهُ دَارَهُ وَقَالَ: لأَصْنَعَنَّ بِكَ مَا صَنَعْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمْ عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ؟ قَالَ: عشرون ألفًا، فأعطاه أربيعن أَلْفًا، وَعِشْرِينَ مَمْلُوكًا وَقَالَ: لَكَ مَا فِي الْبَيْتِ كُلُّهُ٣.

وشهد أَبُو أيوب الجمل وصِفين مع علِيّ، وَكَانَ من خاصته، وَكَانَ عَلَى مقدمته يَوْم النهروان، ثُمَّ إِنَّهُ غزا الروم مع يزيد بن مُعَاوِيَة ابتغاء مَا عند اللَّه، فتُوفي عند القسطنطينية، فدُفن هناك، وأمر يزيد بالخيل، فمرّت عَلَى قبره حَتَّى عَفت أثره لئلًا يُنبَش، ثُمَّ إن الروم عرفوا مكان قبره، فكانوا إذا أمحلَوْا كشفوا عَن قبره فمرطوا، وقبره تجاه سور القسطنطينية٤.


١ حديث حسن: أخرجه البزار كما في المجمع "١/ ٣٠٧"، والطبراني "٢٢/ ٣٦٩" في الكبير، والدولابي "١/ ١٦" في الكنى.
٢ انظر: الطبقات الكبرى "٣/ ٤٨٤"، والاستيعاب "٢/ ٤٢٤"، أسد الغابة "٢/ ٩٤".
٣ حديث ضعيف: فيه انقطاع. وأخرجه الحاكم "٣/ ٤٦١"، والطبراني "٣٨٧٧" في الكبير.
٤ السير "٢/ ٤١٢".