للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحصَّلت منه إلى أن كسبت منه أملاكًا وأنا في السِّتّين.

وكان أبوه خبَّازًا، ولم يزل يشتغل إلى أن تميَّز، وله صارت السُّمعة العظيمة، وخدم الحاكم صاحب مصر، فجعله رئيس الأطبَّاء، وطال عمره، وأدرك الغلاء قبل الخمسين وأربعمائة، فكان عنده ترْبية، وقيلَ: إنّها أخذت له نفائس وذهبًا كثيرًا، وهُرّبت، فتغيَّر حاله واضطّرب.

وكان كثير الردِّ على أرباب فنِّه، وعنده سفهٌ في بحثه وتشنيع.

ولم يكن له شيخ، بل أخذ من الكُتُب، وألَّف كتابًا أنَّ تحصيل الصناعة من الكُثُب أوفق من المُعلِّمين، وغلا في ذلك. وكانت وفاة عليّ بن رضوان في هذه السَّنة؛ سنة ثلاثٍ وخمسين.

وكان يرجع إلى دينٍ وتوحيد، فإنَّهُ قال: أفضل الطَّاعات النّظر في الملكوت، وتمجيد المالك لها، ومن رُزِقَ ذَلِكَ فقد رُزق خير الدُّنيا والَآخرة، وطُوبَى لَهُ وحُسن مآب.

وقد شرح عدة كتب لجالينوس، وله مقالة في دفع المضار بمصر عن الأبدان، وكتاب في أنَّ حال عبد اللَّه بن الطَّيّب حال السوفسطائية، وكتاب "الانتصار" لأرسطوطاليس، و"تفسير ناموس الطب" لأبقراط، كتاب "المعاجين والأشربة"، و"تذكرة في إحصاء عدد الحُميات"، و"رسالة في الأورام"، و"رسالة في علاج داء الفيل"، و"رسالة في الفالج"، و"كتاب مسائل جرت بينه وبن ابن الهيثم" المذكور في صدور الثّلاثين في المجرّة والمكان، وكتاب في "الأدوية المفردة"، و"رسالة في بقاء النفس بعد الموت"، و"مقالة في فضل الفلسفة"، و"مقالة في نُبوة مُحَمَّد رَسُولُ اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ التَّورية والفلسفة"، ومقالة في حدوث العالم، و"مقالة في توحيد الفلاسفة"، وكتاب في "الرَّد على ابن زكريا الرازي في العلم الإلهي"، و"إثبات الرسل"، و"مقالة في التّنبيه على حِيل المُنَجّمين" ويصف شرفها، "مقالة في جُمَل السياسة".

وقد تركت أكثر ممّا ذكرت من تصانيفه التي ساقها ابن أبي أُصيبعة١.


١ في عيون الأنباء "٥٦٦، ٥٦٧".