للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد روى إسماعيل بن إسحاق بسنده عن علي بن الحسين بن علي أن رجلا كان يأتي كل غداة فيزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي عليه ويصنع من ذلك ما اشتهره عليه علي بن الحسين، فقال له علي بن الحسين ما يحملك على هذا؟ قال: أحب التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم.

قال له علي بن الحسين: هل لك أن أحدثك حديثا عن أبي؟

قال: نعم، فقال له علي بن الحسين أخبرني أبي عن جدي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحعلوا قبري عيدا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا علي وسلموا حيثما كنتم، فسيبلغني سلامكم وصلاتكم" ١.

فاستدل رضي الله عنه بالحديث، وهو راوي الحديث الذي سمعه من أبيه الحسين عن جده علي وهو أعلم بمعناه من غيره.

وهذا يقتضي أنه لا مزية للسلام عليه عند قبره كما لا مزية للصلاة عليه عند قبره بل قد نهي عن تخصيص القبر بهذا٢

فتبين أن قصد قبره للدعاء ونحوه: اتخاذ له عيدا٣.

وكذلك ابن عمه حسن بن حسن شيخ أهل بيته: كره أن يقصد القبر


١ أخرجه في كتابه فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (ص ١٠) رقم ٢٠.
قال الألباني: أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٨٣/ ٢) . وعنه أبو يعلى في مسنده، ورواه الضياء في المختارة (١/ ١٥٤) من طريق أبي يعلى والخطيب في الموضح (٢/ ٣٠) . وسنده مسلسل بأهل البيت رضي الله عنهم إلا أن أحدهم وهو علي بن عمر مستور كما قال الحافظ في التقريب. تحذير الساجد (ص ١٤٠) . وقال أيضا: "حديث صحيح بطرقه وشواهده" انظر هامش كتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (ص ١٠) .
٢ الرد على الأخنائي (ص ١٤٤) .
٣ اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٣٢٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>