للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عطاء بن يسار١ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" ٢.

قال أبو عمر بن عبد البر "الوثن: الصنم، وهو الصورة من ذهب كان أو من فضة أو غير ذلك من التمثال، وكل ما يعبد من دون الله فهو وثن صنما كان أو غير صنم، وكان العرب تصلي إلى الأصنام وتعبدها فخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته أن تصنع كما صنع بعض من مضى من الأمم، كان إذا مات نبي عكفوا حول قبره كما يصنع بالصنم، فقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبرى وثنا يصلى إليه ويسجد نحوه ويعبد، فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك"، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه وسائر أمته من سوء صنيع الأمم قبله الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم واتخذوها قبلة ومسجدا كما


١ عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني القاص مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كان مولده سنة ١٩هـ، ثقة، فاضل، صاحب مواعظ وعبادة، مات سنة ٩٤ وقيل بعد ذلك. تهذيب التهذيب (٧/ ٢١٧- ٢١٨) .
٢ أخرجه الإمام مالك في الموطأ (ص ١١٩) ح رقم،٤١٤، كتاب جامع الصلاة عن عطاء بن يسار مرسلا. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (١/ ٤٠٦) باب الصلاة على القبور برقم (١٥٨٧) عن معمر عن زيد بن أسلم. وابن سعد في الطبقات (٢/ ٢٤١) وابن أبي شيبة (٣/ ٣٤٥) . قال الشيخ ربيع المدخلي: "فهو معضل عند هؤلاء، لكنه جاء موصولا عن أبي هريرة ... " انظر قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ٣٤) ، وقد تقدم تخريج حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>