للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع، فلبث حتى نعس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك أو قالت ضيفك؟ قال: أو ما عشيتهم؟ قالت: أبوا حتى تجىء قد عرضوا عليهم فغلبوهم. قال: فذهبت أنا فاختبأت. قال: وقال: يا عنتر [أو يا غنثر] (١) فجدع وسب (٢) ، وقال: كلوا لا هنيًا، وقال: والله لا أطعمه أبدًا، قال: وحلف الضيف [أن] لا يطعمه حى يطعمه أبو بكر. قال: فقال أبو بكر: هذه من الشيطان.

قال: قد عابا الطعام، فأكل، قال: فأيم الله ما كنا نأخذ من لقمةٍ إلا ربا من أسفلها أكثر منها. قال: حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر، فإذا هى كما هى أو أكثر، فقال لامرأته: يا أخت بنى فراس ما هذا؟ قالت: لا وقرة عينى لهى الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرارٍ.

فأكل منها أبو بكرٍ، وقال: إنما [كان] ذلك من الشيطان، يعنى يمينه، ثم أكل لقمة، ثم حملها [إلى] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأصبحت عنده.

قال: وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الأجل، فعرفنا اثنى عشر رجلاً مع كل رجل أنسا، الله أعلم كم مع كل رجلٍ غير أنه بعث منهم، فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال (٣) .


(١) يا عنتر: هو الذباب، شبهه به تصغيرًا له وتحقيرًا، وقيل هو الذباب الكبير الأزرق شبهه به لشدة أذاه.
والغُنْثَرُ: قيل هو الثقيل الوخم، وقيل الجاهل. من الغثارة: الجهل، والنون زائدة. النهاية: ٣/١٣٢، ١٧٢.
(٢) فجدع وسب: خاصمه وذمه، والمجادعة المخاصمة. النهاية: ١/١٤٨.
(٣) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: ١/١٩٨. وما بين معكوفات استكمال منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>