أ) بلوغ الروح الحلقوم، ومكابدة غم الغرغرة، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:"إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" وفي لفظ اجتمع أربعة من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "إن الله – تبارك وتعالى – يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم" فقال الثاني: آنت سمعت هذا من رسول الله – صلى الله عليه وسلم –؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "إن الله – تبارك وتعالى – يقبل توبة العبد قبل أن يموت بنصف يوم" فقال ثالث: آنت سمعت هذا من رسول الله – صلى الله عليه وسلم –؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "إن الله – تبارك وتعالى – يقبل توبة العبد قبل أن يموت بضحوة" فقال الرابع: آنت سمعت هذا من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: نعم، قال: وأنا سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه (١)
(١) - الرواية الأولى في سنن الترمذي – كتاب الدعوات – باب ١٠٣: (٩/١٩٢) ، وقال: هذا حديث حسن غريب، ونقل المنذري في الترغيب والترهيب: (٤/٩٣) ، والذهبي في الميزان: (٢/٥٥٢) ، والعراقي في تخريج أحاديث الإحياء: (٤/٤٤٧) تحسين الترمذي ولم يعترضوا عليه وقد صححه الحافظ في الفتح: (١١/٣٥٣) ورواه الحاكم في المستدرك – كتاب التوبة والإنابة: (٤/٢٥٧) ،وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي ورواه ابن حبان كما في موارد الظمآن – كتاب التوبة – باب إلى متى تقبل التوبة: (٦٠٧) ورواه ابن ماجه في كتاب الزهد – باب ذكر التوبة –: (٢/١٤٢٠) ، ورواه أحمد في المسند: (٢/١٣٢-١٥٣) وسنده صحيح كما في تعليق الشيخ شاكر: (٩/١٩) ٦٤٦٠ ورواه البغوي في شرح السنة – كتاب الدعوات – باب التوبة: (٥/٩١) ورواه أبو نعيم في الحلية: (٥/١٩٠) ، ورواه البيهقي في شعب الإيمان كما في الدر: (٢/١٣١) كلهم من رواية ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما – وما جاء في سنن ابن ماجه تسميته ابن عمرو فهو وهم كما في تفسير ابن كثير: (١/٤٦٣) ، وتعليق الشيخ شاكر: (٩/٢٠) ، والرواية الثانية رواها الإمام أحمد في المسند: (٣/٤٢٥، ٥/٣٦٢) ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن البَيْلماني وهو ثقة كما في مجمع الزوائد: (١٠/١٩٧) ، ورواه الحاكم في كتاب التوبة والإنابة: (٤/٢٥٧) ، وسكت عليه هو والذهبي، وروى نحوه البيهقي في الشعب كما في الدر: (٢/١٣١) كلهم عن رجل من الصحابة – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – والحديث رواه الحاكم أيضاً في المكان المتقدم، وسكت عليه هو والذهبي، وأحمد في المسند: (٢/٢٠٦) وفيه راوٍ لم يسم وبقية رجاله ثقات كما في مجمع الزوائد: (١٠/١٩٧) ، والطيالسي كما في منحة المعبود: (٢/٧٨) ، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير إلى ابن جرير، والخطيب في المتفق والمفترق، والبيهقي في شعب الإيمان كلهم من رواية عبد الله بن عمرو – رضي الله تعالى عنهما –، وألفاظ الروايات متقاربة، وهذا لفظ الحاكم: "من تاب قبل موته بعام تيب عليه، حتى قال: بشهر، حتى قال: بجمعة، حتى قال: بيوم، حتى قال: بساعة، حتى قال: بفواق" وهو الزمن اليسير، وأصل اللفظ في لغة العرب يطلق على ما بين الحلبتين، فإذا حلبت الناقة تترك وقتاً يسيراً حتى ينزل شيء من اللبن ثم تحلب فما بين الحلبتين يقال له فواق كما في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: (٣٧٨) ، وزاد المسير: (٧/١٠٧) ، والبحر المحيط: (٧/٣٨٧) والفواق بضم الفاء، وفتحها بمعنىً واحد وفي سورة ص: {وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} ١٥ قرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الفاء والباقون بفتحها في تقريب النشر: (١٦٧) ، وانظر حجة القراءات: (٦١٣) ، والحديث رواه الخطيب في تاريخ بغداد: (٨/٣١٧) عن عبادة بن الصامت – رضي الله تعالى عنه – ورواه عنه أيضاً الطبري في تفسيره: (٤/٢٠٥) ، وفي سنده انقطاع كما في تعليق الشيخ الأرناؤوط على جامع الأصول: (٢/٥١٣) ، والحديث رواه الحاكم في المكان المتقدم، وقال صحيح الإسناد وأقره الذهبي ورواه ابن حبان – في المكان المتقدم أيضاً – وأحمد في المسند: (٥/١٧٤) ، والبزار كما في مجمع الزوائد: (١٠/١٩٨) ، والبخاري في التاريخ الكبير: (٢/١٦١) ، ونسبه السيوطي في الجامع الكبير: (١/١٨٦) إلى أبي يعلى، والضياء المقدسي، والبغوي في الجعديات كلهم عن أبي ذر – رضي الله تعالى عنه – ولفظ المسند: "إن الله يقبل توبة عبده، أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب، قالوا: يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما الحجاب؟ قال: أن تموت النفس وهي مشركة"، والحديث بالرواية الأولى رواه ابن مَرْدُوْيَهْ عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – كما في تفسير ابن كثير: (١/٤٦٤) ، والبزار أيضاًكما في مجمع الزوائد: (١٠/٩٨) وعنه رواه الديلمي أيضاً كما في الجامع الكبير: (١/١٧٦) لكن بمعناه دون لفظه، وبالرواية الأولى رواه الطبري في تفسيره: (٤/٢٠٥) مرسلاً عن الحسن البصري: وبشير بن كعب – رحمهم الله جميعاً – قال الإمام ابن كثير في تفسيره: (١/٤٦٤) وهذا مرسل حَسَنٌ عن الحسن.