للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢- التوحيد: وتوحيدهم تلحيد، فهو توحيد الجهمية الذي مضمونه نفي الصفات عن رب البريات – جل وعلا – والقول بخلق القرآن، وعدم رؤية المؤمنين للرحمن في دار السلام (١) .

قال عبد الرحيم: ومن عجيب أمر الزائغين أنهم يسترون مذاهبهم المرذولة بألفاظ معسولة فهذا محمد بن تُوْمَرْت البربري نفى صفات رب العالمين، كحال إخوانه من المعتزلة الضالين، وخلع على أصحابه لقب "الموحدين (٢) ".

٣- المنزلة بين المنزلتين:


(١) - انظر مجموع الفتاوى: (١٣/٣٥٧-٣٨٦) ، وشرح العقيدة الطحاوية: (٤٧٤) ، ومن أجل ذلك قيل للمعتزلة: إنهم مخانيث الجهمية، ومن قال عنهم: إنهم مخانيث الفلاسفة، لأنه لم يعلم أن جهماً سبقهم إلى هذا الأصل، أو لأنهم مخانيثهم من بعض الوجوه، وانظر مجموع الفتاوى: (٨/٢٢٧، ٦/٣٥٩) ولأجل هذا الأصل والذي قبله من أصولهم الباطلة حكم الشيخ ابن تيمية على المعتزلة الردية بأنهم مشبهة في الأفعال، معطلة في الصفات، كما في مجموع الفتاوى: (٨/١٢٥) .
(٢) - توفي سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وكان يدعي أنه معصوم، وهو بالإجماع مخصوم، ودخل في أمور منكرة كثيرة كما في منهاج السنة: (٢/١٦٧) ، ومجموع الفتاوى: (١٣/٣٨٦) ، وشذرات الذهب: (٤/٧٠-٧٢) وفي مجموع الفتاوى: (٨/٤٩٣) يقول شيخ الإسلام: ومن العجب أن المعتزلة – يفتخرون بأنهم أهل "التوحيد" وهم في توحيدهم نفوا الصفات نفياً يستلزم التعطيل والإشراك.