للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكما حصل للمكلف الرضا بقضاء الله – جل وعلا – من أثر معرفته بأن ما في السموات والأرض لله – جل جلاله – فانشرح صدره، وقرت عينه، واطمأن قلبه، فسيحصل له القناعة أيضاً وهي الغنى الحقيقي، والعز اليقيني، لأن ما قدره مالك السموات والأرض سيأتيه، فلا حاجة للتعب والنصب فيه وفي المستدرك بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله – رضي الله تعالى عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه، فلا تستبطئوا الرزق، واتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل، ودعوا ما حرم"، وفي معجم الطبراني الكبير عن أبي أمامة – رضي الله تعالى عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "نفث روح القدس في روعي أن نفساً لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تحصلوه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته"، وفي الحلية ومسند البزار ومعجم الطبراني الكبير عن أبي الدرداء – رضي الله تعالى عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله"ولفظ الطبراني: "أكثر مما يطلبه أجله (١)


(١) انظر المستدرك – كتاب البيوع –: (٢/٤) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي وذكره شاهداً لحديث جابر – رضي الله تعالى عنه – الذي رواه وهو بنحوه، وقال: صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي أيضاً: (٤/٣٢٥) أيضاً. ثم ذكر شاهداً له آخر بزيادة ألفاظ عن ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه – وسكتا عليه، قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: (٢/٦٤، ٣/٢٣٣) ، ورواه ابن أبي الدنيا في القناعة – أي رواية ابن مسعود – والبيهقي في شعب الإيمان، وقال: إنه منقطع، وانظر رواية جابر في صحيح ابن حبان – موارد الظمآن – كتاب البيوع – باب في طلب الرزق: (٢٦٧) ، وفي كتاب السنة لابن أبي عاصم: (١/١٨٣) .

وانظر رواية الطبراني في مجمع الزوائد: (٤/٧٢) ، وفيه: عفير بن معدان وهو ضعيف وانظر الرواية الثالثة في حلية الأولياء: (٦/٨٦) ، ومجمع الزوائد: وفيه: رجاله ثقات، هذا وقد روي الحديث عن حذيفة – رضي الله تعالى عنه – عند البزار بسند قال فيه الهيثمي في المجمع: (٤/٧١) فيه قدامة بن زائدة لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات، وروى أبو يعلى نحوه عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – بسند فيه عبيد بن بسطاس مولى كثير بن الصلت ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات كما في مجمع الزوائد أيضاً: (٤/٧٠-٧١) ، وما في بعض تلك الروايات من ضعف ينجبر بالصحيح من الروايات الأخرى، والله أعلم. وانظر الكلام على شواهد كثيرة للحديث في المقاصد الحسنة: (١١٣-١١٤) ، وفيض القدير: (٢/٢٥١) .