أهَلْ تقول إنني مُذنِبٌ ... مُشْتَغِلُ الليل بطيبِ المَنام (١)
... وقد أشار رب العالمين، إلى أن استحضار علمنا بنظره إلى مخلوقاته أجمعين يقوي المكلفين على إقامة مقامات الدين، من التوكل على رب العالمين، والجهر بالحق المبين، فقال في كتابه الكريم:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} الشعراء٢١٧-٢٢٠،ولما كلف الله – جل وعلا – نبييه الكريمين موسى وهارون – على نبينا وعليهما الصلاة والسلام – بالذهاب إلى فرعون اللعين، فقالا:"إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى" قال لهما ربنا – جل جلاله –: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} طه٤٦.
... وقد صرح نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم – بأن درجة الإحسان لا تخرج عن حالتين:
أ) أن يعبد الإنسان ربه كأنه يراه.
ب) إن لم يصل لتك الرتبة فلا أقل من استشعار المكلف برؤية الله الجليل له، في كل عمل بعمله.
(١) انظر تفسير روح البيان: (١/٤٠١) ، وفيه أيضاً: كان رجل له تلميذان اختلفا بينهما، فقال: أحدهما: النوم خير، لأن الإنسان لا يعصى في تلك الحالة، وقال الآخر: اليقظة خير، لأنه يعرف الله – جل وعلا – في تلك الحالة، فتحاكما إلى ذلك الشيخ، فقال: أما أنت الذي قلت بتفضيل اليقظة فالحياة خير لك.