الدليل الثالث: أن الإجماع حُجَّة في العصر الذي هِم فيه،
وذلك يقتضي أن يكون منهم مخالف ليكون ذلك الإجماع حُجَّة عليه.
جوابه:
أن الإجماعِ حُجَّة على من خالف منهم بعد انعقاد الوفاق في
زمنهم، وحُجة على من يوجد بعدهم.
بيان نوع الخلاف:
الخلاف في هذه المسألة معنوي، وهو واضح، فلو اتفق أكثر
علماء العصر على حكم معين، وخالف واحد ممن بلغ درجة
الاجتهاد، فهل يسمى هذا الاتفاق إجماعا أو لا؟
فعلى المذهب الأول: لا يُسمَّى هذا الاتفاق إجماعا، فتجوز
مخالفة الرأي الذي اتفق عليه الأكثر، ويتخير المكلََّف بين رأي
الأكثر والاءقل.
أما على المذهب الثاني، فإنه يسمى هذا الاتفاق إجماعا، فلا
تجوز مخالفة الرأي الذي اتفق عليه الأكثر، ويلزم المكلََّف المقلد بما
اتفق عليه الأكثر.
***
المسألة الحادية عشرة: اتفاق الأكثر هل يكون حُجَّة يجب الأخذ به؟
لقد اختلف أصحاب المذهب الأول في المسألة السابقة - وهم
القائلون: إن اتفاق الأكثر لا يعتبو إجماعا - فيما بينهم هل يكون
اتفاق الأكثر حُجَّة.
والحق: أن اتفاق أكثر العلماء ليس بحُجَّة، فيجوز مخالفة ما
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute