(تعليق على الحاشية) قراءة (الاهتك) – بكسر الهمزة – ذكر الطبري في تفسيره ١/٤١ – ٤٢، و ٩/١٧ أنها مروية عن أبن عباس ومجاهد، واستضعفها الطبري فقال: "والقراءة التي لا ترى القراءة بغيرها هي القراءة التي عليها قراء الأمصار (أي: آلهتك) لاجماع الحجة من القراء عليها" اهـ
وقد روى الطبري تفسير هذه القراءة عن ابن عباس نفسه من وجوه ٩/١٨ فقال "... ويذرك والاهتك: قال: وعبادتك، ويقول: كان يعبد ولا يعبد"، وروى عنه تفسيرها من وجه آخر بمعنى "يترك عبادتك". وهذا الوجه يمكن حمله على أن موسى عليه السلام يترك عبادة فرعون، بمعنى أنه لا ينقاد له، ولا يذعن لأمره. وما ارتآه الأستاذ المودودي – حفظه الله – من أن هذه القراءة تحتمل أن تكون بمعنى (الاهة) مؤنث (إله) رواه الطبري أيضاً – وإن كان عاد فاستضعفه – فقال: "وزعم بعضهم أن من قرأ (والاهتك) إنما يقصد إلى نحو معنى قراءة (وآلهتك) غير أنه أنث وهو يريد إلهاً واحداً". ومما يقوي هذا الوجه – على استضعاف الطبري له – أن المصريين – كما قال الأستاذ المودودي – كانوا يؤلهون الشمس؛ وقد وردت كلمة (الالاهة) في العربية بمعنى (الشمس) ذكر ذلك الطبري نفسه في التفسير ٩/١٨، وساق على ذلك شاهداً قول بنت عتيبة بن الحارث اليربوعي: تروحنا من اللعباء عصراً واعجلنا الالاهة أن تؤويا قال: "يعني بالالاهة في هذا الموضع المش" وكذلك ذكرت كتب اللغة من معاني (الالاهة) الأصنام والهلال والشمس: وانظر (القاموس المحيط) و (لسان العرب) في مادة (إله) و (المخصص ٩/١٩) . وروى الطبرسي في (مجمع البيان) ٤/٤٦) عن ابن حسني أنه قال "سميت الشمس الألاهة والإلاهة لأنهم كانوا يعبدونها". وهذا كله مما يدعم رأي الأسناد المودودي – حفظه الله – وينصر قوله.