للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهاتين الآيتين: " وَإلهُكُمْ إلهُ وَاحِدُ " (١)


= ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير) الحديد: ٧. لا غرو فإن التقوى جماع الخير كله وهى خير ما يستفيده الإنسان (فقد روى) ابو أمامه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة ان أمرها أطاعته وإن ينظر اليها سرته وإن قسم عليها أبرته وان غاب عنها نصته فى نفسها وماله. اخرجه ابن ماجه ص ٢٩٣ ج ١ (أفضل النساء):
(وقيل) لبى الدرداء إن أصحابك يقولون الشعر وأنت ما حفظ عنك شئ فقال.
يريد الرء أن يؤتى مناه ... ويابى الله إلا ما ارادا
يقول المرء فائدتى ومالى ... وتقوى الله أفضل ما استفادا
(جـ) إن افضل الإيمان واكمله التصديق بكل الكتب افلهية والعمل بما لم ينسخ منها لا نفرق بين أحد من رسله. والإيمان بالبعث والنشور وسائر احوال الآخرة.
(د) الحث على التقوى والإيمان بالغيب والرسل وما أنزل اليهم واليوم الآخر والإتيان بالفرائض والإنفاق فى سبيل الخير فإن من تحلى بما ذكر فهم أهل الهداية والسعادة والفلاح الفائزون بما طلبوا الناجون ممامنه هربوا المقيمون مع من أحبوا.
(هـ) تضمن قوله تعالى: (أولئك على هدى من ربهم) الرد على القدرية فى قولهم العبد يخلق إيمانه وهداه. ولو كان كما قالوا لقال أولئك على هدى من نفسهم تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
(١) الايتان هما قوله تعالى: (والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم (١٦٣) (إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما بنفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والرض لايات لقوم يعقلون) ١٦٤) (البيان) قال كفار قريش: يا محمد صف لنا ربك وانسبه. فأنزل الله سورة الإخلاص وهذه الآية (وإلهكم اله واحد) أى منفرد بالإلهية لا شريك له ولا نظير له هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد (لا اله) أى لا معبود بحق (إلا هو الرحمن الرحيم) اسمان مشتقان من الرحمة على طريق المبالغة. والرحمن من الصفات =