للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتكثر الزعقات والصياح، ويختلط الأمر ويذهب بهاء الإسلام (١)

(ثم قال) أبو شامة: وكل من حضر ليلة نصف شعبان يعلن " أنه يقع " فى تلك الليلة من الفسوق والمعاصى وكثرة اللغط والخطف والسرقة وتنجيس مواضع العبادات، وأنها تهان بيوت الله تعالى " أكثر" مما ذكره الإمام أبو بكر الطرطوشى فى ختم القرآن والله المستعان فكل ذلك سببه الاجتماع للتفرج على كثرة الوقيد. وكثرة الوقيد سببها تلك الصلاة المبتدعة المنكرة، وكل بدعة ضلالة (٢).

(وقال) الحافظ الزبيدى: وقد توارث الخلف عن السلف فى إحياء هذه الليلة بصلات ست ركعات بعد صلاة المغرب كل ركعتين بتسليمه يقرا فى كل ركعة منها بالفاتحة مرة والإخلاص ست مرات، وبعد الفراغ من كل ركعتين يقرأ سورة يس مرة ويدعو بالدعاء المشهور ليلة النصف ويسأل الله تعالى البركة فى العمر، ثم فى الثانية البركة فى الرزق ثم فى الثالثة حسن الخاتمة. وذكروا أن من صلى هكذا بهذه الكيفية أعطى جميع ما يطلب. وهذه الصلاة مشهورة فى كتب المتأخرين من السادة الصوفية، ولم أر لها ولا لدعائها مستنداً صحيحاً فى السنة. ثم قال: وقد قال أصحابنا: إنه يكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالى المذكورة فى المساجد وغيرها (وقال) التجم الغيطى فى صفة إحياء ليلة النصف من شعبان بجماعة: إنه قد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبى مُليكة وفقهاء أهل المدينة واصحاب مالك وقالوا ذلك كله بدعة، ولم يثبت فى قيامها جماعة شئ عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه (٣).


(١) ص ٣٠ - الباعث على إنكار البدع والحوادث ..
(٢) ص ٣١ منه.
(٣) ص ٤٢٧ ج ٣ شرح الإحياء (وأما صلاة شعبان).