للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النافلة لذكر الفائتة اليسيرة إلا إن خشى فوات الوقت ولم يأت بركعة وإلا أتمها ولو خرج الوقت (ويجب) قطعها إن أحرم بها فى وقت حرمة، ويندب إن أحرم بها فى وقت كراهة. (وقال) الحنفيُّون وأحمد: يحرم قطع الفرض بنداء أحد أبويه إلا أن يستغيث به، لأن قطعة لا يجوز إلا لضرورة. لندائه له مع علمه بأنه فى الصلاة معصية " ولا طاعة لأحد فى معصية الله تعالى " فلا تجوز إجابته. أما إذا لم يعلم أنه فى الصلاة، فإنه يجيبه وجوباً لما فى قصة جُرَيْجٍ الراهب (١)

ودعاء أمه عليه وما ناله من العناء لعدم إجابته لها.

هذا. ويفترض على المصلى ولو فرضاً إجابةُ النبىِّ صلى الله عليه وسلم إذا دعاه " لحديث " أبى سعيد بنِ المُعلىَّ أن النبى صلى الله عليه وسلم مرّ به وهو يصلى فدعاه قال: فصليتُ ثم أتيته فقال: ما منعك أن تُجِيبنى؟ قال كنتُ أصلى. قال: ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ


(١) وهى ما فى حديث أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لم يتكلم فى المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم عليهما السلام .. وصاحب جريح، الجريج رجلا عابداً فاتخذ صومعة فكان فيها فأتته أمه وهو يصلى فقالت: يا جريج فقال: اللهم أمى وصلاتى، فأقبل على صلاته. فقالت بعد ثالث يوم فى ثالث مرة: اللهم لا تمته حتى ينتظر فى وجوه المومسات، فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادته، وكانت امرأة بغى يتمثل بحسنها فقالت: إن شئتم لأفتننه، فتعرضت له فلم يلتت إليها، فأتت راعياً كان يأوى إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فأنزلوه من صومعته وهدموها وجعلوا يضربونه فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زينت بهذه البغى فولدت منك. فقال: أين الصبى؟ فجاءوا به فقال: دعونى حتى أصلى فصلى، فلما انصرف أتى الصبى فطعن فى بطنه وقال: يا غلام من أبوك؟ فقال: فلان الراعى. فاقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبىْ صومعتك من ذهب قال: لا. أعيدوها م لبن كما كانت ففعلوا. وبينما صبى يضع من أمه مر رجل على دابة فارهة، وشارة حسنة. فقالت المرأة: اللهم اجعل ابنى مثل هذا، فترك الثدى وأقبل ينتظر إليه وقال: اللهم لا تجعلنى مثله، ثم اقبل على ثديه وجعل يرتضع (الحديث) أخرجه الشيخان. و " المومسات " جمع مومسة وهى الفاجرة " والبغى " الزانية " والفاره " الحاذق "والشارة الحسنة " جمال الظاهرة فى الهيئة والملبس ونحوهما. ص ٢٠٧ ج ٣ تيسير الوصول (قصة المتكلمين فى المهد).