للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما يتفاوتان في الرتبة، وقرأ عبد الله: (أرشدنا).

(السراط): الجادة، من سرط الشيء؛ إذا ابتلعه؛ لأنه يسترط السابلة إذا سلكوه،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (وإنما يتفاوتان في الرتبة)، أي: صيغة افعل إما أن تصدر عن مساو للمخاطب أو لا، والأول الالتماس، والثاني إما أن يصدر عمن له الاستعلاء أو لا، والأول الأمر، والثاني الدعاء.

قوله: (وقرأ عبد الله)، إذا قيل: عبد الله مطلقاً، فهو ابن مسعود. قال صاحب "الجامع": كان من خواص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحب سره وسواكه ونعله وطهوره في السفر، شهد بدراً وما بعدها من المشاهد، وهاجر إلى الحبشة، وصلى إلى القبلتين، وكان سادساً في الإسلام، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم في سمته ودله وهديه.

قوله: (السابلة)، الأساس: مرت السابلة والسوابل، وهم المختلفون في الطرقات لحوائجهم.

الراغب: يقال: الصراط والزراط والسراط. والأصل سرطت الطعام وزردته: إذا ابتلعته. وسمي بذلك تصوراً أنه إما أن يبتلعه سالكه أو يبتلع هو سالكه. ألا ترى أنه قيل: فلان أكلته المفازة إذا أضمرته أو أهلكته، وأكل المفازة إذا قطعها؟ وعلى هذا النحو قال أبو تمام:

رعته الفيافي بعد ما كان حقبة … رعاها وماء الروض ينهل ساكبه

وقيل: قتل أرضاً عالمها، وقتلت الأرض جاهلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>