بالعراق وكان الدرهم البغلي يساوي ثمانية دوائق والمغربي ثلاثة فأمر سيدنا عمر بن الخطاب بالنظر إلى الأغلب في التعامل فحددت قيمة وسطى وهي ستة دوائق. والبغلية نسبة إلى بغل وهو اسم يهودي ضرب تلك الدراهم (راجع البرهان القاطع ومجمع البحرين وقد عز في مدينة وليلي الِإدريسية على ستة دراهم سكت في واسط (مقر الحجاج بين البصرة والكوفة) عام
٩٥ هـ / ٧١٣ م ودراهم ضربت في مدينة السلام عام ١٥٧ هـ/ ٧٧٣ م وأخرى على نوعين ضربت عام ١٧١ هـ/ ٧٨٧ م ودراهم سكت باسم خلف بن الماضي عام ١٧٥ هـ/ ٧٩١ م وأخرى ضربت في وليلِى نفسها باسم المولى إدريس الثاني عام ١٨١ - / ٧٩٧ م وأخرى باسم المولى إدريس عام ١٨٣ هـ / ٧٩٩ م وأخرى باسم قيس بن يوسف عام نيف ومائة وثمانين
هجرية نقش عليها لا إله إلا الله وحده لا شريك له (هسبريس Hesperis ج ٢٣ عام ١٩٣٦) وبالعثور على درهم إدريسي يتأكد أن المغرب الأقصى هو أول بلد في المغرب العربي والأندلس سك الدراهم خلافًا لما ورد في تاريخ الذهبي من أن أول من ضرب الدراهم في بلاد المغرب هو عبد الرحمن بن الحكم الأموي القائم بالأندلس في القرن الثالث وانما كانوا
يتعاملون بما يحصل إليهم من دارهم المشرق (الحاوي للفتاوي للسيوطي ج ١ ص ١٠٣).
وقد أمر المنصور السعدي بضرب السكة منحسة وسميت: دارهم (تاريخ الدولة السعدية -ص- Chronique Anonyme de la Dynaslie Sac ٦٦ dienne وأول من أعاد تدوير الدرهم بالمغرب المأمون الموحدي عام ٦٢٦ هـ/ ١٢٢٨ م وكان المهدي قد ضربه مربعاً (الِإعلام للمراكشي ج ٦ ص ٣٨٦ خ).
وكان الدرهمٍ يعادل جزءًا من عشرة أو ثلاثة عشر أو خمسة عشر من الدينار الذهبي تبعًا لخلوصها أو زيفها (راجع دينار) كما يعادل الأوقية (راجع الأوقية).
وذكر ابن بطوطة في رحلته (ج ٢ ص ١٧٩) إن دارهم المغرب صغيرة وفوائدها كثيرة (أي أن لها قوة اقتنائية كبرى كما يقول رجال