{إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ}: أي: حين دخلوا عليه بالتَّسَوُّر.
{فَفَزِعَ مِنْهُمْ}: أي: خاف مِن دخولهم عليه بغير إذنٍ، ومن غير الباب، ومع قيام الحُجَّاب، أو ظنَّ أنهم لُصوص مُكابرون، أو أنهم ملائكة جاؤوا لأمر عظيم.
{قَالُوا لَا تَخَفْ}: فإنَّا لن ندخُلَ لريبة، لكنْ لوقوع خُصومة خشِينا وقوعَ الخلَلِ في التأخير في تلافيها، وعلِمْنا رِضاكَ بإصلاح ما فيها، فتفرَّغَ داود لهم.
فقالوا:{خَصْمَانِ}: أي: نحن خَصْمان.
وقيل: أي: فينا خَصْمان، وقد كانوا جماعةً بدليل قوله:{تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}، {دَخَلُوا}، {قَالُوا}، {مِنْهُمْ}، والجماعة مُدَّعٍ ومُدَّعًى عليه وشهودٌ، فإنه لا يقول:{لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} بمجرَّدِ دعوى المُدَّعي، فالظَّاهرُ أنه قال ذلك بعد شهادتهم للمُدَّعي.