للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ}: قال مقاتل: أي: السَّفِلة (١).

وقال عكرمة: أي: الحاكَة والأساكفة (٢).

وقيل: الحجَّامون، وقيل: ناقصو العقول.

أي: أنصدِّقك فيما تدعونا وننقادُ لك وإنما اتَّبعك الأخسَّاء منا والفقراء والضعفاء فنكونَ أمثالَهم إذا آمنَّا بك، بل يكونُ لهم الفضل علينا بالسَّبق، وهذا مما تنفر منه النفوس، توهَّموا لجهلهم أن اتِّباع هؤلاء الضعفاء مما يُضعف أمره، ولم يعلموا أن الفضل لمن فضَّله اللَّه تعالى بالدِّين لا لمن له المالُ والرفعةُ في الدنيا.

* * *

(١١٢ - ١١٦) - {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١١٢) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٤) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (١١٥) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَانُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ}.

قوله تعالى: {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: وقيل: ولا حاجة لي إلى علم ما كان هؤلاء يعملونه من الأعمال التي استرذَلْتُموها.

قوله: {إِنْ حِسَابُهُمْ}: أي: ما حسابهم {إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ}: لو تعلمون أنه كذلك.

وقيل: قالوا: إنما اتَّبعوك ليكون ذلك شرفًا لهم ورفعةً، واتَّبعوك طمعًا في مالٍ (٣) ينالونه منك لا تصديقًا بك وإيمانًا بربك (٤)، وباطنهم بخلاف ظاهرهم، فقال:


(١) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٢٧٢).
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ١٧٣).
(٣) في (أ): "ما".
(٤) في (ر) و (ف): "لا تصديقًا لك وإنما يأتوك".