للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَحَاقَ بِهِمْ}: نزلَ بهم {مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}: العذابُ الذي كانوا لا يصدِّقون به ويجحدونه هزوًا.

* * *

(٣٥) - {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}.

وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}:

إنَّما أنكر اللَّهُ هذا القول على المشركين وهو حقٌّ في نفسه إذ الكائنات كلُّها بمشيئة اللَّه تعالى؛ لأنَّ بعض المشركين من العربِ كانوا يقولون هذا القول وقصدُهم أن ينفوا عن أنفسِهم الملامةَ والمذمَّة بارتكابهم الشِّرك والمعاصي، وكانوا يقولون: لا لومَ على عاصٍ ما لهذا المعنى (١)، فأكذَبهم اللَّهُ تعالى، وبيَّنَ لهم أنْ لا عذرَ لهم، ولا يَسقطُ اللَّوم عنهم؛ لأنَّ مشيئةَ المعاصي من اللَّهِ معناها: أنَّه أرادَ أن تكون معصيةً قبيحة منهيًّا عنها، ملومًا عليها مرتكبُها، معاقَبًا بها، ولا إكراه منه لهم على ذلك (٢)، فلم يسقط عنهم اللَّوم. وقد شرحنا ذلك في (سورة الأنعام) بأتمَّ من هذا.

وقوله تعالى: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}؛ أي: ما على الرُّسل إلَّا الَّتبليغ الظَّاهر، وقد بلَّغوا أنَّ مشيئةَ اللَّهِ عز وجلَّ ليسَتْ بعذرٍ لهم.

* * *


(١) قوله: "ما لهذا المعنى" ليس في (ر).
(٢) في (أ): "عليها" بدل: "على ذلك".