للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فجُحِشت (١) ركبتُه"، فالتمَسوه فوجدوا ذلك الأثرَ، فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهمَّ قد أنجزْتَ ما وعدْتَني فتمِّم عليَّ نعمتَك وقال: "اللهم اكفِني نوفلَ بن خُويلد".

وأقبل نوفلٌ يومئذٍ وهو مرعوبٌ قد رأى أصحابه قتلى، وكان (٢) أولَ ما التقوا يصيح بصوت له زجل: يا معشر قريش، اليومَ يومُ العلا والرِّفعة، فلما رأى قريشًا قد انكشفت جعل يصيح بالأنصار: ما حاجتُكم إلى دمائنا؟ ألَا (٣) ترون مَن تقتلون؟ أمَا لكم في اللِّين من حاجة؟ فأسره جبَّار بن صخرٍ، وكان (٤) يسوقه أمامه، وأقبل عليٌّ رضي اللَّه عنه فقتله، فأُخبر النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك، فكبَّر وقال: "الحمدُ للَّه الذي أجاب دعوتي فيه".

وأقبل العاص بن سعيد يحثُّ للقتال، فالتقى هو وعليٌّ فقتله عليٌّ.

وقال عكاشةُ بن مِحْصَنٍ: انقطع سيفي فأعطاني النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عودًا، فإذا هو سيف أبيضُ، فقاتلتُ به حتى هزَم اللَّه تعالى المشركين، فلم يزل عنده حتى مات.

وبينما حارثةُ بن سُراقةَ رضي اللَّه عنه كارعًا في الحوض إذ أتاه سهمٌ غَرْبٌ (٥) فوقع في نحره، فلقد شرب آخر النهار من دمه، فبلغ أمَّه وأخته وهما بالمدينة مقتلُه، فقالت أمه: واللَّه لا أبكي عليه حتى يَقدَم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأسألَه، فإن كان (٦) ابني في


(١) في (ف): "فخمشت".
(٢) في (ف): "قد رأى قتل أصحابه وهو".
(٣) في (ف): "أما".
(٤) في (ف): "وجعل".
(٥) "سهم غرب": هو الذي لا يعرف راميه، قال ابن الأثير: يقال: (سَهْم غَرب) بفتحِ الرَّاءِ وسكونها، وبالإضافةِ وغيرِ الإضافةِ. وقيل: هو بالسُّكونِ إذا أَتَاهُ من حيث لا يدري، وبالفتح إذا رماه فأصابَ غيرَه. انظر: "النهاية" (مادة: غرب).
(٦) في (ف): "يكن".