للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} [النساء: ٦٤].

والثالث: أن الوعد لهم بذلك (١) إذا ماتوا على ذلك، فهذا سؤالُ أن يميتهم على ذلك.

والرابع: أنه سؤالُ أن يجعلهم من الجملة (٢) الذين كان لهم الوعدُ، إذ الوعد غيرُ مبيَّنٍ لمن هو (٣).

* * *

(١٩٥) - {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}.

وقوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ}: قال جعفر بن محمدٍ الصادقُ: مَن حَزَبه (٤) أمر فقال خمس مرات: ربَّنا، نجاه اللَّه مما يخاف، وأعطاه ما أراد، واستجاب له ما دعا. واستشهد بهذه الآيات: أن اللَّه تعالى ذكر من هؤلاء أنهم قالوا: {رَبَّنَا} خمس مرات ثم ذكر استجابته لهم (٥).


(١) "بذلك" ليس من (أ) و (ف).
(٢) في (ر) و (ف): "جملة"، والمثبت موافق لما في "التأويلات".
(٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٢/ ٥٦٤).
(٤) في (ر): "حزنه".
(٥) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٢٣٤)، و"الكشاف" (١/ ٤٥٧).