للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عرفة (١): قوله: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} (٢) [النجم: ١٢]؛ أي: أتجادلونَهُ جدالَ (٣) الشاكِّين وقوله: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى} [النجم: ٥٥]؛ أي: تشكُّ، وقوله: {أَفَتُمَارُونَهُ} [النجم: ١٢]؛ أي: أتجحدونه (٤)، وقوله: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ} [الكهف: ٢٢]؛ أي: فلا تُجادل (٥).

وأصلُ المِراء (٦): الجدال؛ من قولك: مَرَيْتُ الشَّاةَ، إذا حَلبتَها واستخرجتَ لبنَها، فالمِراءُ: الجدالُ (٧) لاستخراجِ ما عند الخصم.

ومعنى الآية: فلا تكوننَّ مِن الشَّاكِّينَ في أنَّه حقّ، وأنَّه مِن عندِ اللَّه.

وقيل: أي: لا (٨) تَشُكَّ في هذا، ولا تتَّبع ما يَدْعُونَك إليه؛ فإنَّه ليس بحقٍّ، وليس من عندِ اللَّه.

وقيل: أي: ولا تَشُكَّ أنَّ هذا الفريقَ معاندون، يكتمون الحق، وقالوا: بعد ما طلعَت شمسُ اليقين، فلا تَركننَّ إلى ظُلمات التَّخمين.

ثمَّ إذا صُرِفَ معنى قوله: {يَعْرِفُونَهُ} إلى أمر القبلة، كانت هذه الآياتُ الثَّلاث


(١) هو الإمام العلامة النحويُّ الأخباريُّ، أبو عبد اللَّه، إبراهيم بن محمد بن عرفة، العتكي الأزدي الواسطي، المشهور بنفطويه، صاحب التصانيف، منها "غريب القرآن"، و"المقنع" في النحو، و"تاريخ الخلفاء" وغيرها، توفي سنة (٣٢٣ هـ). انظر: "سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٧٥ - ٧٦).
(٢) قوله: "على ما يرى" ليس في (أ).
(٣) في (ر) و (ف): "جدل".
(٤) في (ف): "تجحدونه".
(٥) انظر قول ابن عرفة في "الغريبين" للهروي (٦/ ١٧٤٦) (مادة: مرا).
(٦) بعدها في (أ): "الذي هو".
(٧) من قوله: "من قولك مريت" إلى هنا من (أ).
(٨) في (ر) و (ف): "قيل أي ولا" بدل: "وقيل أي لا".