للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* لاَحِق بَطْنٍ بَقراً سَمِينِ *

وقد انتهت مسائل تجريد الصفة.

وأمَّا إذا كانت الصفة بالألف واللام، ومعمولُها مرفوعٌ مضاف فمثاله: مررتُ بالرَّجلِ الحَسَنِ وَجْهُه. وهذا أصلُ هذه المسائل، كما في تنكير الصفة، ومنه قول الجَعْديِّ، أنشد سيبويه (١):

ولا يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأصَمُّ كُعُوبُهُ

بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ

ومثال المرفوع ذي الألف واللام: مررتُ بالرجلِ الحَسَنِ الوجُه، وهي مثل مالو كانت الصفة مجرَّدة من الألف واللام.

ومثال المرفوع المجرَّد: مررتُ بالرجلِ الحَسنِ وَجْهٌ، وهو مثل ما إذا كانت الصفة مجرَّدة ومثال المنصوب المضاف: مررتُ بالرجلِ الحَسَنِ وَجْهَهُ. والمسألة كما في تنكير الصفة.

ومثال المنصوب ذِي الألف واللام: مررتُ بالرجلِ الحَسَنِ الوَجْهَ، قال سيبويه: وهي عَرَبِيَّةٌ جَيِّدة (٢)، ثم أنشد للحارث بن ظالم (٣):


(١) للنابغة الجعدي، ديوانه ١٤٤، وسيبويه ٢/ ٤٢، وشرح القصائد السبع ٣٤٧، واللسان (غيظ، ظلم) وكعوب الرمح: العقديين أنابيبه، وعلى قدر صلابتها تكون صلابة الرمح كله. والأصم: الصلب. والثروة: الكثرة في المال أو العدد. ورهط الرجل: قومه وقبيلته. والأعيط: الطويل العنق. والمراد به هنا الأبي الممتنع. والمتظلم هنا: الظالم، قال: تظلمني حقي، أي ظلمني. يقول متوعدا: إن من كان عزيزا كثير العدد فرماحنا لا تشعر به ولا تباليه.
(٢) الكتاب ١/ ٢٠١ من شواهد سيبويه ١/ ٢٠١، والمقتضب ٤/ ١٦١، وابن يعيش ٦/ ٨٩، وابن الشجري ٢/ ١٤٣، والإنصاف ١٣٣، والأشموني ٣/ ١٤، والعيني ٣/ ٦٠٩.
(٣) والشعر: جمع الأشعر، وهو الكثير شعر القفا ومقدم الرأس. والعرب ترى ذلك من علامات الغباء وكان الحارث قد فك بخالد بن جعفر بن كلاب، وهو في جوار النعمات بن المنذر، ثم هرب يستجير القبائل فقال هذا الشعر ينتفي من قومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>