للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين. . . هذا الدين السهل السمح الذى رفع الإصر والأغلال وأباد الميزة والاستبداد.

ومما يدل على خضوع ملوكنا للشرع المطاع وتسوية أنفسهم مع أقل الرعية، أنه لما كان المولى عبد الرحمن صاحب الترجمة عاملا وأمينا بالصويرة استقرض البعض منه مالا وبقى بذمته إلى أن نقل لخلافة فاس، ثم إلى أن تسنم عرش الملك، ومات المستقرضون، ولما طلب الأمير من الوراثة أداء ما على موروثهم من المال المستقرض طلبوا من السلطان إعمال الشرع معهم في ذلك، فعين وكيلا عنه لرفعهم لمجلس الشرع الحاج عبد القادر بنانى ناظر أحباس القرويين، والقاضى يومئذ مولاى عبد الهادى الشريف العلوى، وبعد تقييد المقال وإجراء المسطرة الشرعية وقع الحكم على الورثة بالأداء وعلى السلطان بيمين القضاء، ثم صالحهم الوكيل بحط قدر من الدين في مقابلة اليمين فأجابوه لذلك، وتم الفصال وهذا يذكرنا بعدل المصدر الأول.

قال في الترجمان المعرب آخر ترجمة أبى الربيع في حق السلطان أبى عبد الله محمد بن عبد الله ما لفظه: لما ولى خاله القائد قدور بن الخضر على قبائل الجبل وأمره بالخروج بالمحلة لقبض الزكاة والعشر في إبان الخريف واقتضاها منهم ورجع، فكثر شاكو تلك القبائل بباب السلطان بأشياخهم فاستفهمهم السلطان عن العامل، فقالوا: ما رأينا منه إلا الجميل، وما تشكينا إلا بالأشياخ، فوجه معهم رحمه الله أحد قواده بهذا الكتاب (من إملائه) ونصه:

"خالنا القائد قدور بن الخضر سلام عليك ورحمة الله وبركاته.

وبعد: بلغنى ما صار إليه حال المستضعفين من الرعايا الذين أسندناهم لنظرك، لتحفظهم بسمعك وبصرك، فتركتهم في حيز الإهمال، وليس هذا شأن من يتولى الأعمال، فنأمرك أن تخرج إليهم وقت قراءتك لهذا الكتاب، في

<<  <  ج: ص:  >  >>