قلتُ: إنما هو قوى وحسب، وليس في "صحيح مسلم" حديث بتلك الترجمة قط، بل ليس ميسرة ولا شيخه من رجال مسلم أصلًا، وقد تكلم بعض النقاد في سماع على بن ربيعة من على - رضى الله عنه -، والصواب أنه صحيح السماع منه مطلقًا، ولا سيما هذا الحديث. وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث: في مكان آخر، ورددنا على من انتصر لإعلاله من المتأخرين. ٥٨٧ - صحيح لغيره: المرفوع منه فقط: أخرجه أبو داود [٤٤٠٢]، وأحمد [١/ ١٥٤]، والطيالسى [٩٠]، والنسائى في "الكبرى" [٧٣٤٤]، والبيهقى [١٦٩٨٩]، وغيرهم، من طرق عن عطاء بن السائب عن أبى ظيبان به نحوه. قلتُ: هذا إسناد ضعيف. وفيه علتان: الأولى: عطاء بن السائب هو إمام المختلطين، وجميع من رواه عنه هنا وهم: حماد بن سلمة وجرير بن عبد الحميد وأبو الأحوص وعبد العزيز بن عبد الصمد العمى وغيرهم، كلهم قد رووا عنه بعد الاختلاط؛ اللَّهم إلا حماد بن سلمة، فقد صح أنه روى عنه قبل الاختلاط وبعده. * والصواب: التوقف في شأنه حتى يثبت هذا أو ذاك. والثانية: أبو ظبيان هو حصين بن جندب الثقة المشهور، وقد اختلفوا في سماعه من على، فقال أبو حاتم: "لا يثبت له سماع من على". وفى لفظ له: "ولا تبين لى سماعه من على". راجع "التهذيب" [٢/ ٣٨٠]، و"جامع التحصيل" [٢/ ٣٨٠]. =