للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عليه، ثم إنه برأ ونقه، فقلنا: هنيئًا لك أبا الحسن، الحمد للَّه الذي عافاك، قد كنا نخاف عليك، قال: لكنى لم أخف على نفسى، أخبرنى الصادق المصدق أنى لا أموت حتى أضرب على هذه، وأشار إلى مقدم رأسه الأيسر، فتخضب هذه منها بدمٍ، وأخذ بلحيته، وقال لى: "يَقْتُلُكَ أَشْقَى هَذِهِ الأُمَّةِ كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ الله أَشْقَى بَنِى فُلانٍ مِنْ ثَمُودَ"، قال: فنسبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فخذه الدنيا دون ثمود.


= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. رجاله كلهم ثقات سوى عبد الله بن جعنر والد ابن المدينى الإمام، وهو ضعيف صاحب مناكير، ضعفه النقاد بخط عريض، بل وروى عن ولده تضعيفه أيضًا. لكنه لم ينفرد به، بل تابعه:
١ - عبد الرحمن بن أبى الزناد: عند عبد بن حميد في "مسنده" [رقم ٩٢/ المنتخب]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٤٢/ ٥٤٤]، وسنده صحيح إليه. وابن أبى الزناد: صدوق إمام فقيه وله أوهام، لكنه متماسك، وتابعه أيضًا:
٢ - سعيد بن أبى هلال: عند الحاكم [٣/ ١٢٢]، وعنه البيهقى في "سننه" [١٥٨٤٨]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٤٢/ ٥٤٣]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [١/ رقم ١٧٤]، والطبرانى في "الكبير" [١/ رقم ١٧٣]، والبخارى في "تاريخه" [٨/ ٣٢٠]، والآجرى في "الشريعة" [٤/ ٢١٠٣]، لكن الطريق إليه مغموز، وتابعه أيضًا:
٣ - الأعمش: عند الدارقطنى في "الأفراد/ أطرافه" [١/ ١١٧/ الطبعة التدمرية]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" [١/ ٨٠٢]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤٢/ ٥٤٣]. قال الدارقطنى عقب روايته: "هذا حديث غريب من حديث الأعمش، عن زيد بن أسلم بن أبى سنان، عن على، تفرد به عبد الله بن داهر عن أبيه".
قلتُ: وعبد الله وأبوه ساقطان ليسا بشئ، فالمتابعة لا يفْرح بها، وللحديث طرق أخرى عن على به ... استوفاها ابن عساكر في "تاريخه". وهو حديث صحيح ثابت.
* تنبيه: ذكر حسين أسد في "تعليقه على مسند المؤلف" أنه كان قد وقع بالأصل في سند المؤلف: "عَنْ أبِى سِنَانٍ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ"! هكذا: "مرة" دون: "أمية"! وهو خطأ لا ريب فيه، لكن يبدو أنه تحريف قديم في سند المؤلف! فهكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" من طريق المؤلف به، ووقع عنده: "عن أبى سنان يزيد بن مرة الديلى"، وساق الهيثمى الحديث في "المجمع" فقال: "وعن أبى سنان يزيد بن مرة الديلى"! والصواب أنه: "يزيد بن أمية"، كما وقع عند الضياء وغيره، وهو الذي يروى عن علي، وعنه زيد بن أسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>