في الحديث إفهام بعدم وجوب الوتر إذ الإمداد (١) هو الزيادة لما يقوي المديد عليه، يقال: مد الجيش وأمده إذا زاده وألحق به ما يقويه (أ) ويكثره، ومد الدواة وأمدها زادها ما يصلحها، ومددت السراج والأرض إذا أصلحتها بالزيت والسماد، والنوافل هي تكميل للفرائض، إن عرض فيها نقص كما ثبت في الحديث في "سنن أبي داود" وغيرها.
وقوله "خير لكم من حمر النَّعم": خصها بالذكر لأنها الأشرف عند أربابها.
وفي قوله:(ما بين صلاة العشاء ..) إلخ: تنبيه على وقتها، وأن الفاعل لها في أي ساعة من ذلك الوقت قد أجزأه ذلك وفعل بالسُّنة.
٢٨٧ - وعن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منَّا" أخرجه أبو داود (٢) بسند لين، وصححه الحاكم، وله شاهد ضعيف عن أبي هريرة عند أحمد (٣).
هو أبو سهل عبد اللَّه بن بريدة (٤) -بضم الباء الموحدة وفتح الراء وسكون الياء تحتها نقطتان وبالدال المهملة- ابن الحُصَيْب -بضم الحاء المهملة وفتح الصاد المهملة وسكون الياء تحتها نقطتان وبالباء الموحدة-