للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في الحديث دلالة على عدم وجوب الوتر، وقد تقدم.

وفي قوله: "ولكن سنة سَنَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ": إفهام بأن ذلك اعتياد منه - صلى الله عليه وسلم - لذلك الفِعْلِ وأنه باختيار منه واجتهاده.

والسنة: العادة والطريقة.

٢٨٥ - وعن جابر بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام شهر رمضان، ثم انتظروه من القابلة، فلم يخرج، وقال إني خشيت أن يكتب عليكم الوتر". رواه ابن حبان (١).

الحديث أخرجه أبو داود من حديث عائشة ولفظه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في المسجد، فصلى بصلاثه ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إِليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إلا أني خشيت أن يفرض عليكم، وذلك في رمضان". فيدل على أنه صَلَّى بهم ليلتين، وحديث


(١) ابن حبان (موارد) بمعناه ٢٣٠ ح ٩٢٠، الطبراني في الصغير ١٠٨، قيام الليل، باب الأخبار الدالة على أن الوتر سنة وليس بفرض ٢٥٢.
والحديث فيه يعقوب بن عبد اللَّه بن سعد الأشعري أبو الحسن القمي صدوق يهم، قال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. التقريب ٣٨٦، الخلاصة ٤٣٦.
وفيه أيضًا عيسى بن جارية الأنصاري المدني، قال النسائي: منكر الحديث وقال: متروك، قال ابن معين: عنده مناكير وساق الذهبي في الميزان هذا الحديث وقال: إسناده وسط اهـ.
ومع ما عرفت من رواته تبين لك ضعفه، ولكن له شاهد من الصحيحين وأبي داود وغيرهم من حديث عائشة - رضي اللَّه عنها -، أبو داود ٢/ ١٠٤ ح ١٣٧٣، البخاري ٣/ ١٠ ح ١١٢٩، مسلم ١/ ٥٢٤ ح ١٧٧ - ٦٧١، التقريب ٢٧٠، الميزان ٣/ ٣١٠.