للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الصحابة ولا التابعين، فهو قول مخترع، وفي ذلك حرج ومشقة جاءت الشريعة السمحة بخلافه، ولكان الثناء على الله كلما ذكر أحق بالوجوب، ولم يقولوا به. وقد أطلق القدوري أن هذا القول مخالف للإجماع المنعقد قبل قائله؛ لأنه لا يحفظ عن أحد من الصحابة أنه خاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، صلى الله عليك (أ). ولأنه لو كان كذلك لم يتفرغ السامع لعبادة أخرى. وقالوا في جواب الأحاديث بأنها خرجت مخرج المبالغة؛ لتأكيد ذلك وطلبه في حق من اعتاد ترك الصلاة عليه ديدنًا (ب)، ولا دلالة على وجوب تكرر (جـ) ذلك بتكرر ذكره في المجلس الواحد. والقائلون بالوجوب قالوا (٥) في خمسة أحوال، جمعها الفقيه صالح اليماني الشافعي رحمه الله تعالى حيث قال:

تجب الصلاة على النبي المصطفى ... والخلق في وقت الوجوب سيظهر

في العمر واحدة وثان كلما ... صلى وثالثها إذا ما يذكر

واختاره منا الحليمي الذي ... قد غاص في التحقيق وهو المكثر

[وكذا] (د) الطحاوي الذي مَن نهجُه ... من منهج النعمان لا يستنكر

وكذلك اللخمي أعني من له ... من مالك فضل اتباع يشهر

ومن الحنابلة [ابن] (هـ) ريطة والذي ... قالوه عندي راجح مستفخر


(أ) في جـ: عليه وسلم.
(ب) في جـ: وندبا.
(جـ) في جـ: ترك.
(*) إلى هنا انتهت مخطوطة المكتبة العامة بالرباط والمشار إليها بالرمز ب.
(د) في جـ: وكذلك. وأثبتناه ليستقيم وزن البيت.
(هـ) زيادة يستقيم بها البيت.