للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كلكْم رِاع مَسئولٌ عن رعيته" (١) فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة: {ولا تزرُ وازِرَة وزرَ أخرى} (٢) وهو كقوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ} (٣) ثم اسْتَشْهدَ يقول النبِي (أ) - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقتل نفس ظلما إلَّا كان على ابن آدم الأول كفل (ب) منْ دمها، وذلك أنه أول من سن القتلَ (٤). انتهى. وأراد البخاري إثباتَ أن الإنسان قد يعذب بفعل (جـ) غيره إذا كان له فيه تسبيب فمن أثبات فهو ناظر إلى التسبيب، ومن نفى فمراده حيث لم يكن منه تسبيب، فمراده فيما نحن فيه أن الميت إذا كان من عادته النياحة بأن يكون آمرًا لغيره بأن يفعل ذلك أو فاهمًا من الغير أنه يفعل ذلك ولم ينهه فقد تسبب في ذلك، وهو تأويل حسن.

ثانيها: أن المعنى أنه يعذب مقارنًا لابتداء بكاء أهله عليه، وذلك عقيب دفنه وهذا في حق من يستحق العذاب، وهو تأويل عائشة، أن الحديث ورد في حق يهودية وأخرج مسلم (٥) من حديث عائشة: إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه ليعذب بمعصيته أو بذنبه، كان أهله ليبكون عليه الآن"، فالأول مبني على أن الحديث ورد في شخص معين، والثاني في سبب (د) معين، وفي رواية ابن عباس عن عائشة "إن الله ليزيد الكافر عذابًا ببكاء


(أ) في هـ: واستشهد بقول تعالى النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي جـ: بقوله - صلى الله عليه وسلم -.
(ب) زاد في هـ منها.
(جـ) في ب: بذنب.
(د) في جـ: بسبب.