للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصله (فيعل) لكان التكسير أغلب عليه.

ويقولون للمؤنث (أموات) فيوافق المذكر كما وافقه في بعض ما مضى ومثل ذلك (امرأة حيّة) و (أحياء) كما يقال (رجل حيّ) والجميع (أحياء) و (نضوة) و (أنضاء) و (نقضة) و (أنقاض) كأنك كسرت (نقض) إذا كسرت فكأن الحرف لا هاء فيه وقالوا (هيّن) و (أهوناء) وذكر الجرمي (جيّد) و (أجوداء) وهذا مما يحتج به الفراء أن (ميّت) و (سيّدا) أصله فعيل لأن فعيلا تجيء على أفعلاء فلما قالوا (هيّن) و (أهوناء) و (جيّد) و (أجوداء) دل على أن الواحد (فعيل) ولا حجة له في ذلك من وجهين أحدهما أنهم قد يجمعون الشيء على غير بابه كجمعهم فاعل على فعلاء قالوا (شاعر) و (شعراء) و (جاهل) و (جهلاء) وإنما فعلاء من جمع فعيل وقد قالوا: (جبان) و (جبناء) فحملوا " فاعل وفعال " على " فعيل " لاشتراكهن في أربعة أحرف فيها حرف من حروف المد واللين، والوجه الثاني أن باب (ميّت) و (سيّد) لا يجمع جمعا مطردا كجمع " فعيل " المعتل ولا فعيل الصحيح وإنما يجمع جمع السلامة وهو الكثير فيه. وجمع التكسير على وجوه مختلفة ولم يلزم طريقا واحدا لأن (فيعل) ليس له نظير في الصحيح وهو أكثر الكلام فعل النظير الذي يحمل عليه. قالوا (سيّد) و (سادة) فعلة وهو من جمع فاعل، كما قالوا: (قائد) و (قادة) و (حائك) و (حاكة).

وقالوا (ميّت) و (أموات) وهو من جمع فعل كما يقال (أثواب) و (أحواض) وما أشبه ذلك فكان (أهوناء) في جمعه على فيعل كسادة في حمله على فاعل.

قال: (ونضّوة ونسوة ونسوان) كأن الهاء لم تكن في الكلام يريد أنهم قالوا في (نضوة): (أنضاء) كما قالوا: (نقضة) و (أنقاض) وقالوا: في نسوة (نسوان) كما قالوا في (ريد): (ريدان) وهو فرخ الشجرة وقالوا: (شفذ) و (شفذان) وهو ولد الحرباء كأن الهاء لم تكن في (نضوة) ولا (نسوة).

قال: (وأمّا ما ألحق (من) بنات الثلاثة ببنات الأربعة فأنه يكسر كما تكسر بنات الأربعة- وتكسيرها بأن تزاد

الألف ثالثة ويفتح أولها ويكسر ما بعد الألف- وذلك (قسورة) و (قساور) و (توأم) و (توائم) الواو فيهما زائدة وكذلك (غيلم) و (غيالم) وألحق ذلك ب (سملق) و (سمالق) و (قشعم) و (قشاعم)، وأفعل بهذه المنزلة إذا كان اسما نحو (أجرب) و (أجارب) و (أبطح) و (أباطح) وقد جاء شيء من (فيعل) في المؤنث

<<  <  ج: ص:  >  >>