قال الشارح في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه ليس في أحد الصحيحين، وليس كذلك؛ فقد قال الحافظ العراقي: متفق عليه.
قلت: الحافظ العراقي يتكلم على أصل الحديث غير مراع حروف أوله، والمصنف ملتزم ترتيب الأحاديث على الحروف، والحديث وقع في الصحيحين (١) مصدرًا بلفظ: "أحب الأعمال"، وقد مضى في حرف "الحاء" للمصنف عزوه إلى الشيخين، على أن جملة:"اكلفوا من العمل ما تطيقون" لم تقع في مسلم، وإنما وقعت في البخاري.
٧٣٩/ ١٤٤٠ - "أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا". (حم. د. حب. ك) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا مما لم يخرج في الصحيحين، وهو ذهول؛ فقد عزاه هو نفسه في الأحاديث المتواترة إلى البخاري وعده من المتواتر.
قلت: المصنف في الأحاديث المتواترة يعزو الأحاديث ويذكر صحابتها ولا يذكر متونها، وهو قد عزا الحديث إلى البخاري [أدب: ٣٨، ٣٩] من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص لا من حديث أبي هريرة ولفظه: "إن من أحبكم إليَّ أحسنكم أخلاقًا"، وقد ذكره المصنف فيما سيأتي بهذا اللفظ وعزاه للبخاري، فما أصاب الشارح لا في الاستدراك على المصنف، ولا في الاحتجاج بصنيعه في الأحاديث المتواترة.
فائدة: أفردت طرق هذا الحديث في جزء، قلت في أوله: أما بعد، فقد
(١) أخرجه البخاري في كتاب "الإيمان" (٣٢)، مسلم في صلاة المسافرين (٢١٦، ٢١٨).