للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وإِذا واقع بعد ياء التصغير ياءان. . حذفت الثانية منهما لأجل توالي الياءات كما سبقت الإِشارة بذلك، فتقول فِي تصغير (حريّ) بتشديد الياء (حُريّ)، والأصل: (حريّي)، الأولى ياء التصغير، والثانية والثالثة هما الموجودتان قبلها، فحذفت الثالثة تخفيفًا وأدغمت الأولى فِي الثانية، وإِنما حذفت الثالثة لتطرفها، والتغييرُ فِي الطرف.

وتصغير (عَطاء) بالمد (عُطِى) على وزن فعيل؛ كـ (فُلَيس)، وأصل (عطاء): (عطاو)، فقلبت الواو همزة، فإِذا صغر. . تقلب ألفه ياء ويرد الهمز إِلى أصله وهو الواو؛ لأن قلبها همزة إِنما كان لوقوعها بعد ألف زائدة، فلما قلبت الألف ياء. . ردت الهمزة إِلى أصلها، فالأصل فِي (عُطَي) على هذا: (عُطَيِوٌ) بواو بعد ياءين، فقلبت الواو ياء لتطرفها وانكسار ما قبلها فحصل: (عطيّي) بثلاث ياءات فِي الأولى ياء التصغير، والثانية بدل من الألف، والثالثة بدل من الواو، فقصد التخفيف، فحذفت الأخيرة ثم أدغمت ياء التصغير مما بعدها، فقيل: (عطيٌّ)، كما قيل: (حُريٌّ).

ومثله: (عشية)، فتقول فِي تصغيرها (عُشَية) بحذف الياء الأخيرة، والأصل ثلاث ياءات، الأولى ياء التصغير، فإِذا اجتمع ثلاث ياءات وكانت الأولى ياء التصغير. . حذفت الأخيرة؛ فإِن لم تكن الأولى ياء التصغير. . فلا حذف، فتقول فِي تصغير (حَية): (حُيَيّة) بثلاث ياءات؛ لأن ياء التصغير هي الوسطى.

وكذا لو سميت شخصًا (أيوب). . فتقول فِي التصغير: (أييّيب) بأربع ياءات، الثانية ياء التصغير، والثالثة هي الياء الثانية من (أيوب)، والرابعة أصلها الواو، ذكره فِي "الأشباه والنظائر".

ولا منع من حذف الرابعة هنا تخفيفًا.

واللَّه الموفق

ص:

٨٤٦ - وَارْدُدْ لأَصْلٍ ثَانِيًا لَيْنًا قُلِبْ ... فَقِيْمَةً صَيِّرْ قُوَيْمَةً تُصِبْ (١)


(١) واردد: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. لأصل: جار ومجرور متعلق باردد على أنه مفعوله الثاني. ثانيًا: مفعول أول لاردد. لينا: صفة لقوله: ثانيًا. قُلِب: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إِلى قوله ثانيًا، =

<<  <  ج: ص:  >  >>