أي: من شأنه الظلم والجهل، كما يقال: الماء طهور؛ أي: من شأنه الطهارة. واعلم أنَّ الظلومية والجهولية صفتا ذم عند أهل الظاهر؛ لأنهما في حق الخائنين في الأمانة، فمن وضع الغدر والخيانة موضع الوفاء والأداء .. فقد ظلم وجهل. اهـ "روح".
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
ومنها: ذكر الخاص بعد العام في قوله: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ}، {وَالْمُرْجِفُونَ}: هم من المنافقين، فعمم ثم خصص زيادة في التقبيح والتشنيع عليهم. ومنها: التأكيد بالمصدر.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ}؛ لأنه في الأصل إلصاق الشيء بالشيء، فاستعير هنا للتسليط.
ومنها: الإتيان بالمصدر مع الفعل للتأكيد في قوله: {وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}، وفيه أيضًا: جناس الاشتقاق.
ومنها: الإتيان بعنوان السيادة والكبر في قوله: {سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا} لتقوية الاعتذار، وإلا فهم في مقام التحقير والإهانة.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {لَعْنًا كَبِيرًا}؛ لأن الأصل في الكبير أن يستعمل في الأجرام، ثم استعير هنا للمعاني.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّار} فأطلق الجزء وأراد الكل؛ أي: أجسامهم، وفيه أيضًا تخصيص الوجوه بالذكر؛ لأناقة الوجه على جميع الأعضاء، وهو مثابة المقابلة.