حقّ، هو أن الجرائد في الشام تُعلَّق على جدار القصر العدلي، وأنه طالما وقع لي أن الجرائد كلها تحمل عليّ وتسبّني بالعناوين الكبيرة، وأنا أمرّ بها فلا ألتفت إليها وأدخل إلى المحكمة وأباشر عملي وأنساها كأنني ما رأيتها. وأقسم لكم لتصدّقوا أنني إلى هذه الساعة لم أدرِ ما الذي كتبوه عني.
أمّا أهل الدين (وهم الكثرة الكاثرة من السوريين بحمد الله ربّ العالمين) فهم معي، حتى إن القاضي الفاضل العالم الشيخ محمد الأهدلي (رحمه الله) كتب مقالة عنوانها: «كلنا علي الطنطاوي» ذهب فيها في تأييدي كل مذهب ممكن. ونشرَت الهيئات الإسلامية بياناً طبعت منه أكثر من مئة ألف نسخة ووزّعته في أرجاء البلاد عنوانه «بيان الهيئات الإسلامية إلى الشعب الكريم». كان ممّا قالت فيه:
إن الجمعيات الإسلامية وعلماء المسلمين تُعلِن للحكومة باسم الدين، وباسم الدستور، والكثرة الساحقة من هذا الشعب الذي تُنكِر أديانه على اختلافها، وتُنكِر أعرافه وأخلاقه الفسوقَ والدعارة والتهتّك وإقامة الحفلات الراقصة المتكشّفة باسم الفنّ والذوق والرياضة، والتي غضبت من الحفلة التي أقامتها مدرسة دوحة الأدب وعُرضت فيها البنات المسلمات راقصات أمام الرجال، في شهر رمضان شهر الطاعة، ونحن في مرحلة حرب مع اليهود، ولا يُستنزَل نصر الله بمعصية الله.
تعلن للحكومة أنها -قياماً بواجب الدين الذي يأمر بإنكار المنكَر، وتنفيذاً لأحكام الدستور الذي يحمي الخلق والعفاف،