للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: أثبتُّ هذه القصيدةَ الفريدةَ بأسرِها استجادةً لها واستغرابًا لِما حوَتْه من أنواع الحِكَم والأمثالِ السائرة، وفي نحوِ ذلك يقولُ الأديبُ الحسيب أبو جعفر بنُ عبد الرحمن الوَقَّشِي من قصيدةٍ يهنِّئُ بها الأميرَ أبا يعقوبَ بن عبد المؤمن بعيدِ الفِطر [الطويل]:

ومصحفَ عثمانَ بنِ عفّانَ أهمَلَتْ ... ملوكُ الوَرى من حقِّه كلَّ لازمِ

فأشفَقْتَ من جهلِ الجميع بشأنِهِ ... وأهّلتَهُ صَوْنًا له بِرَّ عالمِ

وألبستَهُ تِبْرًا يَرُوقُ مرصَّعًا ... وقد كان في بُرْدٍ من الجِلدِ قاتمِ

قال أبو جعفر: لمّا انتهيتُ بالإنشاد إلى هذا البيت قال الأميرُ أبو يعقوب: مَنْ أعلَمَك بهذا؟ والله لقد كان كما قلت.

رجَعْنا إلى بقيّة الأبيات [الطويل]:

وأبرزتَهُ للعالَمينَ ونُورُهُ ... يَفيضُ عليه من جواهرِ ناظمِ

تَكنَّفَه منهُنَّ نُخبةُ معدِنٍ ... تُجاورُها فيه يتيمةُ عائمِ

فجاء يَرُوعُ الناظرينَ بحُسنِهِ ... ويُخجِلُ أجيادَ الحِسَان الكرائمِ

وداخلَه نورٌ من الحقِّ ساطعٌ ... يقودُ إلى حظٍّ من الخُلدِ دائمِ

فأصبح ذا النُّورينِ كاسم وَليِّهِ ... وخيرٌ له في بَدْئه والخواتمِ

فليت أبا عَمْرٍو (١) يُعاينُ شكلَهُ ... فيَشكُرَ أفعالَ الحَفِيِّ المُكارِمِ

وفي مثل هذا الغَرَض يقولُ أبو عبد الله بن عبد العزيز بن عَيّاش (٢) ويصِفُ تَحْليةَ المنصورِ أبي يوسُفَ يعقوبَ بن أبي يعقوبَ المذكورِ إيّاه أيضًا [الطويل]:


(١) يقصد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
(٢) له ترجمة في التكملة (١٦٢٢)، والسفر السادس من هذا الكتاب (الترجمة ١٠٣٤)، وزاد المسافر (٩٤)، والمعجب (٣٣٨) (ط. ١٩٦٣ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>