للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المؤلف - وفقه الله -: وفي هذه الآية بحث صعب، ومجال للعلماء رحب. ليس هذا موضع ذكره.

[٩٣] {أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ}.

(سه) (١): هو مسيلمة الكذاب. ومن تنبأ (٢) كالأسود العنسي وهو أسود بن كعب، بعرف ب «عيهلة»، يقال له: ذو الحمار أيضا، وكان يدعي أن ملكين يكلمانه اسم أحدهما: «سحيق» والآخر: «شريق».

وأما مسيلمة وهو أبو ثمامة (٣)، وهو ابن حبيب من بني أثال وهم حنيفة، عرفوا بأمهم، وهي بنت كاهل بن أسد بن خزيمة. وكان يزعم أن جبريل يأتيه.

فإن قيل: إن السورة مكية ولم يتنبأ مسيلمة إلاّ بقرب وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟


= ابن كثير في تفسيره: ٣/ ٢٩٣ وقال: «هو الأظهر، لأن الآية مكية، واليهود لا ينكرون إنزال الكتب من السماء، وقريش - والعرب قاطبة - كانوا يبعدون إرسال رسول من البشر، كما قال أَكانَ لِلنّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النّاسَ سورة يونس: آية ٢ وقال تعالى: وَما مَنَعَ النّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلاّ أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً. قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً سورة الإسراء: آية: ٩٤، ٩٥.
(١) التعريف والإعلام: (٣٦، ٣٧).
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: ١١/ ٥٣٥ عن قتادة، قال: «ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في مسيلمة. ذكر لنا أن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «رأيت فيما يرى النائم كأن في يدي سوارين من ذهب، فكبرا علي وأهمّاني، فأوحي إلى: أن انفخهما، فنفختهما فطارا فأولتهما في منامي الكذابين اللذين أنا بينهما، كذاب اليمامة مسيلمة، وكذاب صنعاء العنسي»، وكان يقال له: الأسود». هذا الأثر رواه الإمام البخاري في صحيحه: ٤/ ١٨٢، كتاب المناقب، باب: «علامات النبوة في الإسلام». والإمام مسلم في صحيحه: (٤/ ١٧٨٠، ١٧٨١) كتاب الرؤيا، باب: «رؤيا النبي صلّى الله عليه وسلّم» كلاهما عن ابن عباس رضي الله عنهما، دون ذكر أنه كان سببا لنزول الآية. وانظر أسباب النزول للواحدي: ٢١٥.
(٣) السيرة لابن هشام، القسم الأول: ٥٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>