للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأسقط فى أيديهم، فقال لهم ابن الزبير: اشهدوا. ثم وضع البناء على ذلك الأساس، ووضع حدات باب الكعبة على مدماك على الشاذروان اللاصق (١) بالأرض، وجعل الباب الآخر بإزائه فى ظهر الكعبة مقابله، وجعل عتبته على الحجر الأخضر الطويل الذى فى الشاذروان الذى فى ظهر الكعبة قريبا من الركن اليمانى.

ويقال إن ابن الزبير أمر العمال أن يبلغوا فى الأرض، فبلغوا صخرا (٢) أمثال الإبل الخلف، فقالوا: إنا بلغنا صخرا معمولا أمثال الإبل الخلف. فقال: زيدوا فاحفروا. فلما زادوا بلغوا هواء من نار تلقاهم (٣)، فقال: ما لكم؟ قالوا: لسنا نستطيع أن نزيد؛ رأينا أمرا عظيما فلا نستطيع. فقال: ابنوا عليه. وقيل إن ذلك الصخر من بناء آدم.

وكان البناة يبنون من وراء الستر، والناس يطوفون من خارج، فلما ارتفع البنيان إلى موضع الركن أمر ابن الزبير بموضعه فنقر فى حجرين؛ حجر من المدماك الذى تحته، وحجر من المدماك الذى فوقه، بقدر الركن وطوبق بينهما، فكان الركن أخذ عرض الضفير ضفير البيت، فلما فرغوا منه أمر ابن الزبير ابنه عبّاد بن عبد الله بن الزبير، وجبير بن شيبة بن عثمان أن يجعلوا الركن فى ثوب، وقال لهم ابن الزبير: إذا دخلت فى صلاة/الظهر فاحملوه واجعلوه فى


(١) فى الأصول «الملاصق» والمثبت عن المرجع السابق.
(٢) فى الأصول «حجرا» والمثبت عن الجامع اللطيف ٨٨ ويتفق مع سباق الخبر.
(٣) وفى الروض الأنف ٢٢١:١ «فرأوا تحته نارا وهولا أفزعهم».