للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمصر، ثم عزل نفسه وعاد إلى القدس، ثم ولي قضاء دمشق والخطابة بها، وأضيف إليه مشيخة الشيوخ، وكان محببا إلى الناس (١)، ولم يكن أحد يدانيه في سعة الصدر، وكثرة البذل، وقيام الحرمة والصدع بالحق، وقمع (٢) أهل الفساد، وله مجاميع وفوائد بخطه، وجمع تفسيرات (٣) في نحو عشر مجلدات، وكان لا ينظر بإحدى عينيه.

وقد أخبرت أنه الذي عمر المنبر الرخام (٤) بالصخرة الشريفة الذي يخطب عليه للعيد، وأنه كان قبل ذلك من خشب يحمل على العجلة (٥)، توفي شبه الفجأة في شعبان سنة ٧٩٠ هـ (٦)، ودفن بتربة أقاربه بالمزة ظاهر دمشق، .

وولي بعده تدريس الصلاحية وخطابة المسجد الأقصى ولده محب الدين أحمد وهو دون البلوغ وناب عنه ابن عمه الشيخ الإمام العالم (٧) العلامة شيخ الإسلام نجم الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن الخطيب برهان الدين إبراهيم بن الشيخ (٨) زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الشيخ برهان الدين إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي (٩)، ومولده بحماة سنة ٧٢٥ هـ (١٠)، وكان نائبا (١١) عن ابن عمه، قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة في الخطابة وتدريس الصلاحية مدة طويلة وفوض إليه نظرها وتدريسها، وكتب في توقيع ولد قاضي القضاة برهان الدين أن ولد عمه الشيخ نجم الدين محمد بن جماعة يكون (١٢) نائبا عنه في حياته مستقلا بعد وفاته، وكان صالحا ناسكا كثير العبادة، وأخبر عنه بعض خدام المسجد الأقصى أنه كان يخرج في الليل من دار الخطابة هو وزوجته، فيصليان بجامع النساء طول الليل، فإذا قرب وقت الشمس (١٣) دخلا،


(١) إلى الناس أ ب ج هـ: للناس د.
(٢) وقمع أ: وردع ب: صدع ج د هـ.
(٣) ينظر: حاجي خليفة ١/ ٥٣٧.
(٤) الرخام بالصخرة أ ب ج هـ: الرخام بصحن الصخرة د.
(٥) العجلة أ ب ج هـ: العجل د.
(٦) ٧٩٠ هـ/ ١٣٨٨ م.
(٧) العالم أ ب ج هـ: - د.
(٨) إبراهيم بن الشيخ أ ب ج هـ: - د بن الشيخ زين الدين … إبراهيم أ ب ج د: - هـ.
(٩) ينظر: ابن تغري بردي، النجوم ١٢/ ١٠٦؛ السخاوي، الضوء ٧/ ٢٨٧.
(١٠) ٧٢٥ هـ/ ١٣٢٤ م.
(١١) نائبا أ ب ج د: ناب هـ.
(١٢) يكون أ ب ج د: - هـ.
(١٣) الشمس أ: الشعل ب ج د: الشغل هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>