والرحلتان لمحمد بن رشيد ثم "تحفة النظار" لابن بطوطة المتوفى سنة ١٣٧٧ هـ وهو من المطولات، وهذا الكتاب غنى بمادته، وهو يزودنا بمعلومات عن ممالك بعيدة فيما وراء العالم الإسلامى في آسية وإفريقية إبان العصور الوسطى. ولم تصل إلينا كتب الرحلات الأخرى، ولكنها كانت مادة استقى منها المؤلفات العامة مثل رحلات ابن فاطمة على الشاطئ الإفريقى وقد أثبتها ابن سعيد في كتابه، ورحلات أبي الربيع سليمان الملتانى في داخل إفريقية وقد أوردها القزوينى في كتابه.
ويمكن القول بأن عهد المؤلفات الجغرافية العامة في الإسلام قد انتهى أجله بعد الكتب التي صدرت في القرنين الثالث عشر والرابع عشر خاصة بوصف الكون. وقد حلت مكانها منذ ذلك الوقت الكتب الجغرافية الإقليمية كما حلت محلها إلى حد ما الجهود القومية في التأليف في شتى الأقطار الإسلامية.
أما في مصر فقد ازدهر التأليف في كتب الخطط واتسع نطاقه في عهد الأيوبيين والمماليك. ولدينا من آثار هذا العهد طائفة قيمة من الأوصاف الجغرافية والإحصائية لمصر والشام مثل "قوانين الدواوين" لابن مماتى المتوفى عام ١٢٠٩، وأقدم من وصف مصر فيما نعلم عبد اللطيف المتوفى عام ١٢٢٩، ووصف الفيوم للنابلسى المتوفى عام ١٢٤٣ و "كتاب فضائل مصر" للصفدى المتوفى عام ١٣٦١ و"كتاب إيقاظ المتغفل واتعاظ المتأمل" لابن المتوَّج المتوفى عام ١٣٢٥ و "كتاب التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية" لابن الجيعان (عام ١٣٧٥) و "كتاب الانتصار" لابن دقمان المتوفى عام ١٤٠٦ والكتاب المطول "صبح الأعشى" للقلقشندى المتوفى عام ١٤١٨ ومصنف المقريزى الشهير المتوفى عام ١٤٤٢ "كتاب المواعظ والاعتبار" وبه معلومات كثيرة استقاها المقريزى من مصادر مفقودة، وأعظم من اشتهر بهذا النوع من التأليف بعد المقريزى هم خليل الظاهرى (سنة ١٤٥٠) صاحب كتاب "زبدة كشف الممالك" والسيوطى المتوفى عام ١٥٠٥ مؤلف كتاب "حسن المحاضرة" وغيره من الكتب. ثم نذكر