وشيخُهُ: كثيرُ بنُ يَسارٍ أبو الفضلِ الطفاويُّ- روى عنه جمعٌ، وذكره البخاريُّ في (التاريخ ٧/ ٢١٣)، وروى عن سعيد بن عامر أنه أَثْنَى عليه خيرًا، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٥/ ٣٣١، ٧/ ٣٥٠) وقال في الموضعين: "روى عنه حماد بن زيد والبصريون"، وقال الذهبيُّ:"لم يضعف"(تاريخ الإسلام ٦/ ٩٥٤).
ولكن قال ابن القطان:"حالُهُ غيرُ معروفةٍ"(بيان الوهم والإيهام ٤/ ٤٩٠). وتَعَقَّبَهُ الحافظُ فقال:"بل هو معروفٌ"، وسَرَدَ رواية جماعة عنه، ثم قال:"فهؤلاء عشرة أنفس رووا عنه مع ثناء سعيد بن عامر، فكيف لا يكون معروفًا؟ ! "(لسان الميزان ٦/ ٤٠٦).
وترجَمَ له الحسينيُّ في (الإكمال ٧٣٦) باسم (كثير بن الفضل)، وقال:"مجهولٌ".
وتَعَقَّبَهُ الحافظُ فقال:"قلتُ: بل هو معروفٌ، ولكن وَقَعَ فيه تصحيفٌ نَشَأَ عنه هذا الغلط، والصوابُ كثير أبو الفضل فالفضلُ كنيته لا اسم أبيه، وأما أبوه فاسمه يسار، بتحتانية ثم مهملة"(تعجيل المنفعة ٢/ ١٤٦).
قلنا: فمثلُه لا ينزلُ حديثُهُ عن مرتبةِ الحسنِ، لا سيَّما وحديثُهُ هذا له شواهدُ تَقَدَّمَ ذِكرُها، وسيأتي من طريقٍ آخرَ بنحوه، فهو متابَع أيضًا.
ولذا حَسَّنَهُ المنذريُّ في (الترغيب والترهيب ٥٧٣)، وتَبِعَهُ الألبانيُّ في (صحيح الترغيب والترهيب ٣٩٣). وَصَحَّحَ إسنادَهُ في (الصحيحة ٧/ ١١٧٩).
وقال الهيثميُّ:"رواه أحمدُ والطبرانيُّ في (الكبير) وإسنادُهُ حسنٌ"(مجمع الزوائد ٣٦٦٧).