حديث عائشة، وفيه نظر؛ حيث إن حديث عائشةَ هذا منكَرٌ، أخطأ في رفعِه راويه كما سبق بيانُه عن أئمة العلل، وهذا شديدُ الضعف كما ترى؛ فلا يَصلُحُ تقويةُ أحدِهما بالآخَر؛ لعدم توفُّرِ شروطِ التقوية فيهما، والله أعلم.
ومع هذا صحّحه أيضًا ابن السَّكَن، فخرّجه في "سننه الصِّحاح" كما في (البدر المنير ٢/ ١٠٢).
قال الحافظ:"صحّحه ابن السَّكَن، وهو معلول"(التلخيص الحبير ١/ ١٣٢).
وقال ابن الصلاح:"هذا الحديث قريبٌ من الصحة"!! قال: "وأصحُّ منه حديثُ عائشة"!، قال:"وهو بمعناه"(البدر المنير ٢/ ١٠٢).
وقال المنذري في ((كلامه على أحاديث المهذَّب)): "حسن غريب"(البدر المنير ٢/ ١٠١)(١).
قلنا: وليس كما قالوا؛ لِما علِمْتَ من شدة ضعفِ إسنادِه، والله أعلم.
[تنبيهات]:
الأول: عزاه الزَّيْلَعي في (نصب الراية ١/ ٧٦)، وبدرُ الدين العَيْني في (البناية شرح الهداية ١/ ٣١٢)، للطبراني في معجمه، ولم نقف عليه في كتب الطبراني المطبوعة، فلعله من القسم المفقود من المعجم الكبير.
وقد أخرجه المِزِّي في (تهذيب الكمال ١١/ ٣١٩)، من طريق الطبراني، عن عليّ بن عبد العزيز، قال: حدثنا حجاج بن مِنْهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، به.
(١) مع أنه ضعّفه في (مختصر سنن أبي داود ١/ ٤٣) كما تقدم!