روى عن أبيه، عن عَبَاية بن رَدَّاد، سمع عمر يقول:"لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب".
فذهب أحمد، والبخاري، والبيهقي إلى أن عَبَاية بن رَدَّاد التيمي هذا هو عَبَاية بن رِبْعي الأسدي الكوفي، يروى عن علي، وأبي أيوب، وابن عباس، وروى عنه خَيْثَمة بن عبد الرحمن، وسلمة بن كُهَيْل وموسى بن طَرِيف، وغيرهم.
وذهب أبو حاتم إلى التفريق بينهما، فسكت عن عَبَاية بن رَدَّاد، ولم يذكر في الرواة عنه سوى محمد بن المنتشر، وقال في الثاني:"من عتق الشيعة، شيخ"، وكذا فرق بينهما ابن حبان، لكنه زاد فذكر في الرواة عن ابن رَدَّاد: سلمة بن كهيل، وقال في الثاني:"روى عنه أهل الكوفة".
وحجة أبي حاتم وابن حبان ظاهرة، فالاسم مختلف، والطبقة مختلفة، فابن رَدَّاد يروي عن عمر، والآخر تأخر كثيرا، بدليل روايته عن ابن عباس، ولحوق المذكورين له.
وحجة باقي الأئمة أن خَيْثَمة بن عبد الرحمن روى نحو هذا الأثر بعينه عن عَبَاية بن رِبْعي، عن عمر بن الخطاب، فلا يبعد حينئذٍ أن يكون نسب إلى غير أبيه في رواية محمد بن المنتشر، وكونه يروي عن عمر وهو متأخر فإن ذلك يدل على مجازفته، فهو شيعي غال، رماه العقيلي بالإلحاد (١).
(١) "العلل ومعرفة الرجال"٢: ١٦٩، و"مصنف ابن أبي شيبة"١: ٣٦٠، و"التاريخ الكبير"٨: ٧٢، و"الضعفاء الكبير"٣: ٤١٥، و"الجرح والتعديل"٧: ٢٨، و"ثقات ابن حبان"٥: ٢٨١، و"جزء القراءة خلف الإمام" للبيهقي ص ٧٣.