للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكشف بوضوح دقة هؤلاء الأئمة وسلامة منهجهم.

فمن ذلك قول يحيى بن سعيد القطان: "أبو عَوَانة من كتابه أحب إلي من شعبة من حفظه" (١).

وقال عبد الرحمن بن مهدي: "أبو عَوَانة، وهُشَيْم، كسعيد بن أبي عَرُوبة، وهمام، إذا كان الكتاب فكتاب أبي عَوَانة صحيح، وإذا كان الحفظ فحفظ هُشَيْم، وإذا كان الكتاب فكتاب همام، وإذا كان الحفظ فحفظ سعيد" (٢)، وفي رواية عنه: "كتاب أبي عَوَانة أحب إلي من حفظ هُشَيْم، وحفظ هُشَيْم أحب إلي من حفظ أبي عَوَانة" (٣).

وقال أحمد: "أبو عَوَانة أكثر رواية عن أبي بشر من شعبة، وهُشَيْم، في جميع الحديث، وأبو عَوَانة كتابه صحيح، وأخبار يجيء بها، وطول الحديث بطوله، وهُشَيْم أحفظ، وإنما يختصر الحديث، وأبو عَوَانة يطوله، ففي جميع حاله أصح حديثا عندنا من هُشَيْم، إلا أنه بأَخَرة كان يقرأ من كتب الناس فيقرأ الخطأ، فأما إذا كان من كتابه فهو ثبت" (٤).

وسئل: جرير الرازي، وأبو عَوَانة- أيهما أحب إليك؟ فقال: "أبو عَوَانة من كتابه أحب إلي" (٥).

وسئل: أبو عَوَانة أثبت أو شَرِيْك؟ فقال: "إذا حدث أبو عَوَانة من


(١) "تاريخ بغداد"١٣: ٤٦٢.
(٢) "تاريخ بغداد"١٣: ٤٦٢، و"تهذيب التهذيب"١١: ١١٩.
(٣) "تاريخ بغداد"١٣: ٤٦٢، ١٤: ٩١.
(٤) "المعرفة والتاريخ ٢: ١٦٩، و"تاريخ بغداد"١٣: ٤٦٣.
(٥) "مسائل إسحاق"٢: ٢٠٨، و"المعرفة والتاريخ"٢: ١٦٧، وانظر: "معرفة الرجال"١: ١١٤.

<<  <   >  >>