الجناس والطباق لنفسه، تترنم برنينه، ولهذا جذور في بديع القدماء، ولكن القصد به إلى الزينة الهندسية المنحى كما قدمنا الحديث عن ذلك، وهي أمر تميزت به أصناف فنون الحضارة الإسلامية وعنها أخذه الآخرون.
أما تنويهه بفضائل الممدوح فذلك أظهر صفة في مدائحه يزيد بن مزيد، وكأنه يزكيه تزكية على رؤوس الملا، وفي هذا من الدعاية السياسية ما لا يخفى، ولكن معه حبًّا وإعجابًا كأنه بهما يجسر على الجهر بما يجهر به من مديح- مثلًا:
الزائديون ثوم في رماحهم ... خوف المخيف وأمن الخائف الوجل
تراه في الأمن في درع مضاعفة ... لا يأمن الدهر أن يدعى على عجل
لله من هاشم في أرضه جبل ... وأنت وابنك ركنا ذلك الجبل
ومن تلمظه معاني القدماء قوله:
لا يرحل الناس إلا نحو حجرته ... كالبيت يضحى إليه ملتقى السبل
أي البيت الحرام وهنا إشارة مع ذلك لا يخفى إلى قول زهير «قد جعل الطالبون الخير من هرم البيت» وما إلى السرقة قصد مسلم ولكن إلى التلذذ والتذكير بمقال زهير: