للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجناس والطباق لنفسه، تترنم برنينه، ولهذا جذور في بديع القدماء، ولكن القصد به إلى الزينة الهندسية المنحى كما قدمنا الحديث عن ذلك، وهي أمر تميزت به أصناف فنون الحضارة الإسلامية وعنها أخذه الآخرون.

أما تنويهه بفضائل الممدوح فذلك أظهر صفة في مدائحه يزيد بن مزيد، وكأنه يزكيه تزكية على رؤوس الملا، وفي هذا من الدعاية السياسية ما لا يخفى، ولكن معه حبًّا وإعجابًا كأنه بهما يجسر على الجهر بما يجهر به من مديح- مثلًا:

الزائديون ثوم في رماحهم ... خوف المخيف وأمن الخائف الوجل

تراه في الأمن في درع مضاعفة ... لا يأمن الدهر أن يدعى على عجل

لله من هاشم في أرضه جبل ... وأنت وابنك ركنا ذلك الجبل

ومن تلمظه معاني القدماء قوله:

لا يرحل الناس إلا نحو حجرته ... كالبيت يضحى إليه ملتقى السبل

أي البيت الحرام وهنا إشارة مع ذلك لا يخفى إلى قول زهير «قد جعل الطالبون الخير من هرم البيت» وما إلى السرقة قصد مسلم ولكن إلى التلذذ والتذكير بمقال زهير:

يكسو السيوف رؤوس الناكثين بها ... ويجعل الهام تيجان القنا الذبل

قد عود الطير عادات وثقن بها ... فهن يتبعنه في كل مرتحل

فهذا معنى النابغة. وقوله يكسو السيوف من قولهم جلله السيف. ويروى:

يكسو السيوف نفوس الناكئين به ... ويجعل الروس تيجانًا على الذبل

وهذه رواية ابن المعتز وهي جيدة وهذا من مقال السموأل: «تسيل على حد الظبات

<<  <  ج: ص:  >  >>