للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دراجًا أبا السمح حدّثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله قال: "كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة".

وكذا رواه الإمام أحمد (٧٠٢)، عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دَرّاج بإسناده، مثله.

ولكن هذا الإسناد ضعيف لا يعتمد عليه، ورفع هذا الحديث منكر، وقد يكون من كلام الصحابي، أو من دونه، والله أعلم. وكثيرًا ما يأتي بهذا الإسناد تفاسير فيها نَكَارَة؛ فلا يغتر بها، فإنَّ السند ضعيف، والله أعلم.

وقوله تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي: خالقهما على غير مثال سبق، قال مجاهد والسدي: وهو مقتضى اللغة، ومنه يقال للشيء المحدث: بدعة. كما جاء في [صحيح مسلم] [١]: "فإن كل محدثة بدعة" (٧٠٣)، والبدعة على قسمين: تارة تكون بدعة [٢] شرعية، كقوله: "فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" (٧٠٤)، وتارة تكون بدعة لغوية، كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (٧٠٥) عن جمعه إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم: نِعْمَتِ البدعةُ هذه.


(٧٠٢) - إسناده ضعيف؛ لضعف رواية دراج، عن أبي الهيثم. رواه أحمد ١١٧٢٨ - (٣/ ٧٥)، وأخرجه أبو يعلى في مسنده (٢/ ١٣٧٩) حدثنا الحسن بن موسى، به. وابن جرير في "تفسيره" (٣/ ٢٦٥ - ٢٦٦) من طريق محمد بن حرب، قال: ثنا ابن لهيعة به، وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٥٣١)، وابن حبان في "صحيحه" (٢/ ٣٠٩)، وفي "الموارد" (٥/ ١٧٢٣)، والطبراني في "الأوسط" (٥/ ٥١٨١)، وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٣٢٥). من طريق عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج، به. وذكره الهيثمي في "المجمع" (٦/ ٣٢٣) وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفي إسناد أحمد وأبي يعلى ابنُ لهيعة وهو ضعيف". وزاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٢٠٨) إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، والنحاس في "ناسخه" وأبي نصر السِّجِزي في "الإبانة" والضياء في "المختارة".
(٧٠٣) - رواه مسلم في الجمعة برقم (٨٦٧) من حديث جابر بلفظ: ". .. وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. ".
(٧٠٤) - رواه أبو داود في السنة، باب: لزوم السنة حديث (٤٦٠٧) من حديث العرباض بن سارية، وكذا رواه أحمد، والدارمي في المقدمة، باب: اتباع السنة حديث ٩٥.
(٧٠٥) - رواه البخاري في صلاة التراويح، باب: فضل من قام رمضان رقم (٢٠١٠). ومالك في الموطأ في النداء للصلاة، باب: ما جاء في قيام رمضان رقم ٢٥٢.