للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جماعة إلى آنه رآه بعينه -وهو قول أنس والحسن وعكرمة- فيه نظر، والله أعلم.

وقال الترمذي: حدثنا محمد بن عمرو بن نَبْهان [١] بن صفوان، حدثنا يحيى بن كثير العنبري، عن سَلْم [٢] بن جعفر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه! قلت: أليس الله يَقول: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾؟ قال: ويحك! ذاك إذا تَجَلّى بنوره الذي هو نوره وقد رأى ربه مرتين (٢١).

ثم قال: "حسن غريب".

وقال أيضًا: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعبًا بعرفة [٣]، فسأله عن شيء فكَبّر [٤] حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم. فقال كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد ومرسى، فكلم موسى مرتين ورآه محمد مرتين.

وقال مسروق: دخلتُ على عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد تكلمت بشيء قَفّ له شعري. فقلت: رُوَيدًا! ثم قرأتُ: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾. فقالت: أين يُذهَبُ بك؟ إنما هو جبريل، من أخبرك أن محمدًا رأى ربه أو [٥] كتم شيئًا مما [أمر به] [٦]، [أو يعدم الخمس التي] [٧] [] [٨] قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيثَ … ﴾ الآيات [٩]. فقد أعظم الفرية، [ولكنه رأى] [١٠] [] [١١] جبريل، لم يره في صورته إلا مرتين، مرة عند سدرة المنتهى ومرة في جيَاد، وله ستمائة جناح قد سد الأفق (٢٢).


(٢١) - أخرجه الترمذي في كتاب: التفسير، باب: ومن سورة النجم، حديث (٣٢٧٥) (٩/ ٢٩).
قال الترمذي: حديث حسن غريب، قلت: في إسناده محمد بن عمرو بن نبهان، قال الحافظ: مقبول. والحديث ضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (٦٤٧ - ٣٥١٠).
(٢٢) - أخرجه الترمذي في كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة النجم، حديث (٣٢٧٤) (٩/ ٢٨). وفي إسناده مجالد ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. وابن أبي عمر هو محمد بن يحيى بن أبي عمر قال الحافظ: صدوق لازم ابن عيينة لكن قال أبو حاتم: كانت فيه غفلة. وقد ورد عن عائشة في الصحيح نحو عجز هذا الحديث، وسيأتي بإذن الله.