للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأشد [١] رائحة من المسك، ثم انطلق بي حتى انتهيت إلى الشجرة، فغشيتني سحابة فيها من كل لون، فرفضني جبريل، وخررت ساجدًا لله ﷿ فقال الله لي: يا محمد؛ إني يوم خلقت السموات والأرض، فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة، فقم بها أنت وأمتك. قال: ثم انجلت عني السحابة، وأخذ بيدي جبريل، فانصرفت سريعًا. فأتيت علي إبراهيم فلم يقل لي شيئًا، ثم أتيت علي موسى، فقال ما صنعت يا محمد؟ فقلت [٢]: فرض ربي عليّ وعلى أمتي خمسين صلاة. قال: فلن تستطعها أنت ولا أمتك، فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك فرجعت سريعًا حتى انتهيت إلى الشجرة، فغشيتني السحابة، ورفضني جبربل، وخررت ساجدًا، وقلت: ربِّ، إنك فرضت عليّ وعلى أمتي خمسين صلاة، ولن أستطيعها أنا ولا أمتي، فخفف عنا. قال: قد وضعت عنكم عشرًا. قال [٣]: ثم انجلت عني السحابة، وأخذ بيدي جبريل، فانصرفت [٤] سريعًا، حتى أتيت علي إبراهيم فلم يقل لي شيئًا، ثم أتيت علي موسى فقال لي: ما صنعت يا محمد؟ فقلت: وضع ربى عني عشرًا. قال أربعون صلاة! لن تستطيعها أنت ولا أمتك، فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنكم". فذكر الحديث كذلك إلى خمس صلوات، وخمس بخمسين، ثم أمره موسى أن يرجع فيسأله التخفيف فقلت: "إني قد استحييت منه تعالى".

قال: ثم انحدر فقال [٥] رسول الله لجبريل: "ما لي لم آت على سماء إلا رحبوا لي، وضحكوا إليّ غير رجل واحد، فسلمت عليه فردّ عليّ السلام، ورحب [٦] بي، ولم يضحك إليّ؟ قال: يا محمد؛ ذاك مالك خازن جهنم، لم يضحك منذ خلق، ولو ضحك إلى أحد لضحك إليك".

قال: ثم ركب منصرفًا، فبينا [٧] هو في بعض طريقه مر بعير لقريش تحمل طعامًا، منها جمل عليه غرارتان: وغرارة [٨] سوداء، وغرارة بيضاء، فلما حاذى بالعير نفرت منه واستدارت، وصرع ذلك البعير وانكسر.

ثم إنه مضى فأصبح، فأخبر عما كان، فلما سمع المشركون قوله أتوا أبا بكر فقالوا: يا أبا بكر؛ هل لك في صاحبك؟ يخبر [٩] أنه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر ثم رجع في


[١]- في ز، خ: "وألذ".
[٢]- في خ: "فقال".
[٣]- سقط من: خ.
[٤]- في ز، خ: "وانصرفت".
[٥]- في خ: "قال".
[٦]- في ز، خ: "فرحب".
[٧]- في ز: "فبينما"، خ "فينما".
[٨]- في خ: "وغرارة".
[٩]- في ز: "غير".